طالب أمين عام محافظة طرطوس المهندس حسان حسن، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانيّة بالضغط لفكّ الحصار الخانق عن سورية، إلى جانب النظر في الجانب الإنساني الذي رتّبته سنوات الاستهداف والحرب على البلاد.
وأوضح حسن أن محافظة طرطوس كانت، عبر بوّابة العريضة، معبراً لآلاف الأسر السورية العائدة من لبنان باتجاه الداخل السوري، وهي أسر كانت قد اضطرّت للجوء إلى لبنان تحت وطأة التخريب الممنهج الذي مارسته الجماعات الإرهابية المسلّحة في مختلف المناطق والمحافظات السورية، واليوم تعود هرباً من بطش العدوان الإسرائيلي والاستهداف المدمّر.
لافتاً إلى روايات مأساوية للأسر العائدة دون أن تحمل معها ما يساعدها على بدء حياة جديدة في مناطقها، وبعضهم يتحدّر من مناطق مدمّرة كلياً، وآخرون من مناطق مازالت تحت سيطرة ميليشيات تابعة للاحتلالين التركي والأميركي، من هنا تبدو الحاجّة ماسّة لأن ينظر المجتمع الدولي بالوضع في الداخل السوري، والكثير من المناطق التي تحتاج إلى موارد كبيرة لإعادة الحياة إليها.
• روايات مأساوية للأسر العائدة دون أن تحمل معها ما يساعدها على بدء حياة جديدة في مناطقها.. بعضهم يتحدّر من مناطق مدمّرة كلياً.. وآخرون من مناطق مازالت تحت سيطرة ميليشيات تابعة للاحتلالين التركي والأميركي
في السياق يؤكد أمين عام محافظة طرطوس، استمرار المحافظة باستقبال العائدين إلى سورية من لبنان الشقيق في مركز العريضة الحدودي، وتوفير كافة الاحتياجات الضرورية لهم قبل مغادرتهم إلى محافظاتهم، ونوه بأن الكثيرين منهم توجهوا للإقامة عند أقاربهم وجيرانهم بعد أن فقدوا مساكنهم، وهذا يستوجب على المنظمات الدولية تقديم كافة أنواع الدعم والمساهمة الفعالة في إعادة بناء المنازل وتوفير المتطلبات الضرورية للعائدين الذين ذاقوا ويل الغربة وأصبح واجباً على المنظمات الدولية أن تقف إلى جانبهم ومد يد العون لهم ليستطيعوا العودة إلى قراهم وبلداتهم والاستقرار بها.
مشيراً إلى أن سورية عامة ومحافظة طرطوس خاصة ورغم الواقع الاقتصادي الصعب نتيجة العقوبات الظالمة، قدمت وتقدم الخدمات الكبيرة والمتنوعة للعائدين السوريين والوافدين اللبنانيين من سلل غذائية وصحية ودعم نفسي ولقاحات وصحة إنجابية، وغيرها من لوازم وفرشات وبطانيات وغيرها، والمحافظة مستمرة بتقديم الاستجابة السريعة لجميع السوريين واللبنانيين على حد سواء.. إلا أن كل ذلك يبقى مؤطراً بإمكانات محدودة نتيجة الحرب أولاً والحصار الجائر ثانياً.
• سورية عامة ومحافظة طرطوس خاصة ورغم الواقع الاقتصادي الصعب نتيجة العقوبات الظالمة.. قدمت وتقدم الخدمات الكبيرة والمتنوعة للعائدين السوريين والوافدين اللبنانيين من سلل غذائية وصحية ودعم نفسي ولقاحات وصحة إنجابية.. وغيرها من لوازم وفرشات وبطانيات وغيرها
هذا و رصدت تحديات كبيرة تواجه العائدين السوريين عبر معبر العريضة الحدودي الواقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظة طرطوس، بعد أن هجرتهم التنظيمات الإرهابية المسلحة وهدّمت بيوتهم وقراهم، ما اضطرهم للجوء إلى لبنان الشقيق باعتبار الكثير من القرى التي هجّر أهلها حدودية، ليدفعهم العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان للعودة إلى بلدهم الأم سورية طلباً للأمن والأمان .
و التقت بعض العائدين عبر معبر العريضة، ومنهم المواطن محمد من بلدة القصير الذي تحدث عن معاناته الكبيرة من الإرهاب الذي دمّر حيّه ومنزله واضطر إلى الهروب عبر الحدود إلى لبنان، واليوم هو عائد إلى بلدته، لكنه لا يجد بيتاً يأويه، ولا عملاً يكفيه كفاف يومه.
وهذا ما أكدته المسنّة أم حسان التي تركت منزلها في إحدى قرى غوطة دمشق مرغمة بعد أن قضى زوجها الذي لم ينصع لرغبة الإرهابيين في الوقوف ضد بلده، ودمروا منزله وشتتوا شمل العائلة، واليوم تعود من جديد لبلدتها، قائلة التنظيمات الإرهابية والعدوان الإسرائيلي وجهان لعملة واحدة.
• المسنّة أم حسان التي تركت منزلها في إحدى قرى غوطة دمشق مرغمة بعد أن قضى زوجها الذي لم ينصع لرغبة الإرهابيين في الوقوف ضد بلده ودمروا منزله وشتتوا شمل العائلة
وناشد جميع من التقيناهم المنظمات الدولية وحقوق الإنسان والمجتمع الدولي بضرورة الإسراع بتأمين عودة الأهالي إلى قراهم ومنازلهم والمساهمة في إعادة الإعمار وتأمين كافة متطلبات الحياة لهم من الغذاء والدواء واللباس ومصدر للعيش الكريم والآمن.
يُذكر أن عدد العائدين السوريين عبر معبر العريضة الحدودي كما بين حسن /١٨٤١١ / من تاريخ ٢٦/ ٩ وحتى اليوم ١٣ / ١٠ وتم استقبالهم وسط تسهيلات كبيرة من المعنيين في محافظة طرطوس وتقديم الاستجابة السريعة لهم من النواحي كافة.