في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، تحدث ياسر المصري، عضو اللجنة المركزية في حركة فتح-الانتفاضة، عن الوضع العربي الراهن وموقفه من القضية الفلسطينية، حيث أكد أن ما تقوم به إسرائيل ليس دفاعا عن النفس، بل إبادة جماعية. أشار المصري إلى أن الإعلام العربي، في بعض الأحيان، يحتفل بمقتل قادة المقاومة، مثل الشهيد يحيى السنوار، ويصفهم بالإرهابيين.
المصري ألقى الضوء على موقف الشارع العربي من غزة والمقاومة، مشيرًا إلى أن النظام الرسمي العربي بات منبطحا ويتابع ما يُسمى بالسلام الإبراهيمي، في حين أن الشارع العربي يعاني من تقاعس كبير. وأوضح أن هذا التقاعس ليس نابعا من غياب الإرادة الشعبية، بل بسبب غياب النخبة السياسية التي كان من المفترض أن تلعب دورا محوريا في توجيه الشارع وتعزيز وعيه. ورغم وجود حركات محدودة في بعض الدول مثل تونس، إلا أن هذه التحركات تفتقر إلى القيادة السياسية الفاعلة.
وأكد المصري أن السبب الرئيسي في خمود الشارع العربي، مقارنة بما يحدث في أوروبا، يعود إلى سيطرة الأنظمة الرسمية على تحركاته. وأضاف أن اتفاقية أوسلو أسهمت في تراجع الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية، حيث باتت العديد من الشعوب العربية ترى أنه ليس من دورها أن تتخذ موقفا أقوى من القادة الفلسطينيين أنفسهم.
ومع ذلك، شدد المصري على أن الشعب العربي لا يزال يحمل مشاعر الكرامة والعزة، ولكنه بحاجة إلى نخبة واعية تقوده. وأشار إلى الدور الذي تلعبه بعض الدول مثل سوريا وإيران واليمن في دعم المقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن هذه الدول تدفع دماء ثمناً للحفاظ على القضية الفلسطينية.
فيما يتعلق بمواصلة الكيان الصهيوني لجرائمه رغم الحصار المطبق عليه، أوضح المصري أن إسرائيل ليست محاصرة بشكل كامل، حيث تصلها إمدادات من دول عربية مثل الإمارات والسعودية والأردن. وأشار إلى أن هناك شركات عربية تساهم في دعم الاقتصاد الإسرائيلي، الذي يعاني جراء الحرب، حيث استهلكت الحرب حتى الآن 60% من ميزانية الكيان.
وتطرق المصري إلى استهداف المقاومة لمقر إقامة رئيس حكومة الكيان الصهيوني، معتبراً أن هذا الإنجاز يُعد ضربة قوية لإسرائيل، خاصة أن الكيان يعتمد على مفهوم الأمن لجذب المستوطنين. وأكد أن تزايد العمليات العسكرية ضد إسرائيل، بما في ذلك استهداف المستوطنين والبنية التحتية، أدى إلى مغادرة أعداد كبيرة من المستوطنين لإسرائيل.
وفيما يتعلق بالدعم الغربي لإسرائيل، أوضح المصري أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين هم الشريك الأساسي للكيان الصهيوني في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وأن هذا الدعم ينبع من مصالح اقتصادية وسياسية أكثر من كونه مرتبطاً بأي قضايا دينية أو ثقافية.
ختامًا، أشار المصري إلى أن إسرائيل تحاول جرّ الولايات المتحدة إلى مواجهة مع إيران، ولكن القرار الأمريكي لا يزال متردداً في هذا الشأن، حيث تدرك أمريكا أن أي تصعيد قد يؤثر سلباً على مصالحها في المنطقة.