في حديثه لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، أكد الدكتور محمود عبد السلام، الخبير العسكري والاستراتيجي، لشبكة شام نيوز إنفو أن مغادرة الوسيط الأمريكي آموس هوغشتين بيروت عائدا إلى أمريكا، جاءت بعد أن سمع من المسؤولين اللبنانيين ومن محور المقاومة ما لم يكن يتوقعه، موضحا أنه لا توجد في القانون الدولي أي آلية لتعديل القرارات الأممية، ما يعني أن مطالبة إسرائيل والولايات المتحدة بتعديل القرار 1701 يعتبر مطلبا غير قانوني. وأشار عبد السلام إلى أن هذه المطالب تعكس شعورا بالقوة والفوقية من قبل أمريكا وإسرائيل، اللتين تتجاهلان القانون الدولي عندما يناسب ذلك مصالحهما، وهو ما يظهر بوضوح في ازدواجية المعايير التي تتبعها واشنطن وتل أبيب.
وأوضح عبد السلام أن المقاومة اللبنانية، بقيادة حزب الله، نجحت في كشف ضعف الردع الإسرائيلي، خاصة مع تقدم تقنيات الطائرات المسيرة التي تملكها المقاومة، حيث استطاعت اختراق الأجواء الإسرائيلية والوصول إلى مواقع حساسة مثل غرفة نوم رئيس الوزراء الإسرائيلي، مما شكّل فضيحة كبرى للكيان. وأكد أن حزب الله أثبت كفاءة عالية في مجالات الاستخبارات والاستطلاع، وهو ما جعل إسرائيل تعتمد على أساليب بدائية في محاولة رصد تحركات المقاومة على الحدود.
وعن القدرات التقنية التي تفتقر إليها المقاومة مقارنة بالتكنولوجيا المتقدمة لدى إسرائيل وأمريكا، أشار عبد السلام إلى أن حزب الله نجح في تحقيق اختراقات نوعية بتكاليف أقل، حيث تعتمد المقاومة على طرق استطلاع بسيطة وفعالة أثبتت نجاعتها، مذكرا بفيلم “هدهد” الذي أصدره الإعلام الحربي لحزب الله كدليل على فعالية الطائرات المسيرة البسيطة في جمع المعلومات والاستهداف.
وفيما يخص الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على المواقع الإيرانية والسورية والعراقية، أشار عبد السلام إلى أن هذه الهجمات تأتي في إطار محاولات إضعاف محور المقاومة، إلا أن إيران تظل صامدة في مواجهة هذه الضغوط، مستشهدا بتصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الذي أكد أن الرد الإيراني سيكون قويًا وشاملًا وسيشمل استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية. وأوضح أن التحركات العسكرية الإيرانية تشير إلى قرب تنفيذ ضربات انتقامية على خلفية الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وحول الوضع في لبنان، نبه عبد السلام إلى أن إسرائيل تسعى لإثارة الفتنة الداخلية من خلال استهداف مناطق متنوعة، بما فيها مناطق المسيحيين والدروز، بهدف إشعال حرب أهلية جديدة. وأوضح أن السفارة الأمريكية في بيروت تروج لفكرة أن اللبنانيين يجب أن يختاروا بين الخضوع الكامل للشروط الإسرائيلية أو مواجهة حرب أهلية، مشيرا إلى أن هذه الضغوط تذكر بأحداث الثمانينات ومحاولات فرض اتفاقيات إذعان على الشعب اللبناني.
في نهاية حديثه، أكد عبد السلام أن المقاومة اللبنانية نجحت في فرض إيقاعها على المعركة، مشيرا إلى أن حزب الله يسيطر على الأرض فيما تسيطر إسرائيل على الجو. لكنه أوضح أن التفوق الجوي الإسرائيلي لا يحقق مكاسب حقيقية بقدر ما يستهدف المدنيين بشكل انتقامي. وأشار إلى أن خطط الجنرالات الإسرائيليين تسعى إلى تهجير سكان شمال غزة وإعادة الاستيطان فيها، في خطوة تهدف إلى تغيير ديمغرافي شامل يخدم المصالح الإسرائيلية.
عبد السلام ختم حديثه بالتأكيد على أن محور المقاومة يتمتع بدعم واسع من قوى إقليمية متعددة، مشيرا إلى أن وحدة الساحات التي تتبناها المقاومة ليست مجرد شعار، بل استراتيجية فعالة تهدف إلى تحقيق توازن الرعب مع إسرائيل وحلفائها. وأشار إلى أن الدول العربية التي تدعو لتفكيك حماس تتماهى مع الرغبات الإسرائيلية والأمريكية، مما يضع المنطقة أمام تحديات كبرى في المرحلة المقبلة.