في سياق تحليل تداعيات الانتخابات الأمريكية الأخيرة، تناول الدكتور حسام شعيب، الباحث والمحلل السياسي، عبر حوار مع برنامج “المحلل” على إذاعة ميلودي إف إم بالتعاون مع شبكة أخبار الشام شام نيوز إنفو، هذه الانتخابات وأثرها على الصعيدين الداخلي والخارجي. شعيب أشار إلى أن هذه الانتخابات تعد حاسمة ومفصلية في تاريخ الولايات المتحدة، وربما تكون الأهم منذ عقود. وأوضح أن الحزب الديمقراطي اعتمد على ترشيح جو بايدن في البداية، لكنه انسحب متأخرا لصالح كامالا هاريس، مما جعلها المرشحة الرئاسية الأولى في التاريخ الأمريكي ذات خلفية أنثوية وسوداء، وهي نقطة أثارت الانتباه. في المقابل، رأى أن دونالد ترامب، رغم خسارته السابقة أمام بايدن، يخوض هذه الانتخابات بجرأة مستخدما أسلوبا غير تقليدي يحاكي روح التحدي.
تحدث شعيب عن شخصية ترامب الشعبوية والتي تركز على المصالح الاقتصادية قبل الهيمنة العسكرية، مشيرا إلى أنه تاجر بارع في استخدام الاقتصاد كورقة ضغط حتى مع خصومه. وذكر مثالا على ذلك حينما هدد كوريا الشمالية بعبارات نابية قبل أن يجلس مع كيم جونغ أون على طاولة المفاوضات. وأوضح شعيب أن ترامب يسعى إلى حروب اقتصادية بدلا من النزاعات العسكرية، مشيرا إلى أن استراتيجيته تتمحور حول تجنب الدخول في صراعات مفتوحة ما لم تكن ذات جدوى اقتصادية مباشرة.
أما على الصعيد الأمني، فقد عبر شعيب عن مخاوفه من احتمالات استباق ترامب بإعلان الفوز قبل صدور النتائج الرسمية، ما قد يؤدي إلى اضطرابات داخلية. وأشار إلى استنفار أمني وعسكري في الولايات المتحدة مع احتمالية اندلاع فوضى في حال إعلان كامالا هاريس فوزها، خاصة أن جمهور ترامب أبدى استعداده للقتال دفاعا عن مرشحه. كما تحدث شعيب عن التشابه بين الأمريكيين والعرب في السلوك السياسي، مما قد يزيد من احتمالات العنف الداخلي في حال فوز ترامب أو خسارته.
فيما يخص السياسة الخارجية، ذكر شعيب أن فوز ترامب قد يعيد تشكيل العلاقات الأمريكية مع العالم، خاصة فيما يتعلق بالصراع مع إيران وإسرائيل. وأوضح أن ترامب كان صريحا في حملته حول تقليص الدعم لأوكرانيا، متسائلا عن الفائدة الاقتصادية والسياسية من دعم زيلينسكي في مواجهة روسيا. كما تحدث عن العلاقة المتوترة بين ترامب ونتنياهو بعد خروجه من البيت الأبيض، مشيرا إلى أن ترامب قد يسعى للانتقام من الحزب الديمقراطي عبر دعم نتنياهو بشكل غير مباشر.
أما عن احتمالية إعطاء ترامب الضوء الأخضر لإسرائيل لمهاجمة إيران، فقد اعتبر شعيب أن طهران لم تعد تكترث لمن سيفوز في الانتخابات الأمريكية، وأنها مستعدة للرد على أي اعتداء إسرائيلي بغض النظر عن الرئيس المقبل. وأشار إلى تغير في الخطاب الإيراني بعد اغتيال الشهيد حسن نصر الله، مما دفع إيران إلى تبني موقف أكثر تشددا تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي ختام تحليله، شدد شعيب على أن الانتخابات الحالية قد تكون نقطة تحول في السياسة الأمريكية، ليس فقط على المستوى الداخلي بل على مستوى العلاقات الدولية أيضا، مؤكدا أن العالم يترقب بفارغ الصبر من سيكون سيد البيت الأبيض القادم وما الذي سيحمله من سياسات قد تؤثر على استقرار العديد من المناطق حول العالم.