انطلقت أعمال اجتماع وزراء العدل العرب في دورته الأربعين منذ يومين في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة سورية، خلال الاجتماع الذي عقد في مقر جامعة الدول العربية قال وزير العدل القاضي أحمد السيد : “ونحن نجتمع اليوم تبرز أمامنا تحديات تزداد يوماً بعد يوم وتصعب مواجهتها أكثر فأكثر مع التطورات الخطيرة التي تعصف بمنطقتنا، وهي ليست بجديدة، لكنها باتت أشد خطورة وتعقيداً على شعوبنا ودولنا، لأنها تؤثر بشكل كبير في إيجاد بيئة غير موائمة لتطلعاتنا في مختلف القضايا التي نجتمع حولها، ونسعى إلى إيجاد الحلول المناسبة لها”
و لفت السيد إلى أن الإرهاب شكّل أشد مرض يفتك بدول وشعوب المنطقة على مدى العقود الماضية، مضيفاً : إن مواجهة الإرهاب بكل أدواته وموارده شكلت أعظم تحدّ نخوضه، وتلك المواجهة تقوم أولاً وقبل كل شيء على الإجماع والتعاون المشترك، لأن للإرهاب بيئة متصلة عابرة للحدود والدول، وتفكيك هذه البيئة لن يكون إلا بالتنسيق المبني على رؤية واضحة وإجراءات جامعة.
كما دعى الوزير إلى تعزيز التعاون في مجال مكافحة الارهاب عبر إيجاد آليات دقيقة تحاصر تمويله وخطابه وجماعاته ومخططيه وتمنع حصوله، مةضحاً بأن سورية لم تكن وحدها التي عانت من أشكال الإرهاب، ودفعت في مواجهته الكثير من دماء أبنائها، بل عانت منه أيضاً العديد من الدول العربية سابقاً وحتى اليوم.
وتحدث السيد أيضاً عن وجود اهتمام عربي جامع تشكل بمواجهة خطاب الكراهية الذي ينمو ويتغذى في العالم كله، بما في ذلك العالم العربي، ويعكس أيضاً التوافق على أن بناء المجتمعات السليمة ينطلق من القيم والمبادئ التي تقوم وتتشكل على أساسها الدول، كما نوه إلى إنه “بين الإرهاب وخطابات الكراهية علاقة تغذية وتبادل، فالإرهاب فكر أسود قبل أن يكون تنفيذاً وفعلاً إجرامياً، ولابد أن نصون الفكر العربي ونحصنه ببيئة سليمة ومتوازنة وصحية تقوم على قيمنا الإنسانية والأخلاقية والدينية، ونقطع الطريق على خطابات التحريض والحقد والتفرقة”.
وفيما يخص ملف اللاجئين أكد الوزير على أن هذا الملف بالنسبة لسورية هو مسألة إنسانية وأخلاقية بحتة ومسؤولية وطنية، موضحاً بأن كل الإجراءات التي اتخذتها الدولة السورية على المستوى التشريعي أو القانوني أو على مستوى المصالحات تسهم في توفير البيئة الأفضل لعودة اللاجئين، قائلاً “رغم كل التحديات الكبيرة التي تواجهها سورية على مستوى البنية التحتية والاقتصادية إلا أن الحكومة تضع العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين إلى وطنهم كأولوية دائمة، مع ضرورة تأمين البنية الأساسية لهذه العودة ومتطلبات الإعمار والتأهيل بكل أشكاله ودعمها بمشروعات التعافي المبكر التي تمكن العائدين من استعادة دورة حياتهم الطبيعية”.
أما بالنسبة لموضوع المساعدة في مواجهة الأزمة الإنسانية في لبنان و الناجمة عن العدوان الإسرائيلي، لفت الوزير السيد إلى الجهود التي تبذلها سورية للمساعدة في هذا المجال بالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي تواجهها أصلاً، قائلاً: إن “الحكومة السورية اتخذت الإجراءات التسهيلية على المعابر الحدودية لتسهيل دخول النازحين، وأبدت كل أوجه التنسيق والتعاون القائم مع كل المنظمات الدولية الموجودة ”.
وأعرب الوزير السيد عن أمله في أن يكون الاجتماع مثمراً وناجحاً والوصول من خلاله إلى ما فيه مصلحة كل الدول العربية وشعوبها.
رولا أحمد _دمشق _أخبار الشام
Sham-news.info