أكد المحلل السياسي أحمد رفعت يوسف في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم أن تركيا تتحمل المسؤولية المباشرة عن خرق اتفاق خفض التصعيد وشن الهجوم الإرهابي العنيف على حلب. يوسف شدد على أن التوقيت ليس مصادفة، حيث جاء الهجوم بعد يوم واحد فقط من إجبار إسرائيل على وقف القتال في جنوب لبنان دون تحقيق أهدافها، وهو تحول استراتيجي غير مسبوق في تاريخ الكيان الإسرائيلي. وربط بين ذلك والتهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد سوريا والرئيس بشار الأسد، مشيرا إلى أن هذه التهديدات تؤكد أهمية الدور السوري في قلب الصراع مع إسرائيل.
يوسف أشار إلى أن تصريحات نتنياهو التي خص فيها الرئيس الأسد وسوريا دون غيرهما من دول المنطقة تؤكد الدور المحوري لسوريا في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، سواء في فلسطين المحتلة أو جنوب لبنان. واعتبر أن الهجوم على حلب يعكس رغبة إسرائيلية في الانتقام من سوريا لدورها في كسر الهيمنة الإسرائيلية ودعمها للمقاومة، ولرفضها مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي كان ليتحقق لولا صمود سوريا.
رفض يوسف وصف المجموعات المسلحة التي شنت الهجوم بأنها “معارضة سورية”، معتبرا أن هذا التعبير ساذج وغير منطقي، لأن المجموعات تضم عناصر أجنبية من الشيشان والأيغور والقوقاز وغيرهم، ما يجعل ربطهم بالحرية والديمقراطية في سوريا غير واقعي. يوسف شدد على أن الهجوم جاء في إطار انتقام إسرائيلي من فشلها في جنوب لبنان وغزة، وأشار إلى ترابط المعركة مع الميدان الأوكراني.
كما كشف يوسف عن تفاصيل اجتماع في غرفة عمليات تركية حضره ضباط استخبارات من أوكرانيا وفرنسا وتركيا، إلى جانب الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية. هذا الاجتماع، بحسب يوسف، وضع خطة الهجوم ووزع الأدوار على المجموعات المسلحة، مع توفير الدعم اللوجستي والمعلومات الاستخباراتية اللازمة، مما يثبت أن المعركة ليست سورية خالصة بل لها أبعاد دولية واضحة.
أما عن الدور التركي، فاتهم يوسف تركيا بالتورط المباشر في الهجوم على حلب رغم إنكار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته هاكان فيدان. واعتبر أن الإنكار التركي يعكس ضعف موقف أنقرة وفشلها في تحقيق أهدافها من هذا العدوان. يوسف أكد أن تركيا، بدلاً من تحقيق مكاسب، وجدت نفسها في موقف خاسر حيث احترقت أوراقها السياسية والميدانية، وستدفع ثمناً باهظاً لهذا الخطأ الاستراتيجي.
حول نوايا أردوغان، رفض يوسف الفرضيات التي تقول إن الهجوم كان يهدف للتخلص من المجموعات المسلحة التي تشكل عائقاً أمام المصالحة مع سوريا. واعتبر أن تركيا تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين: الأول هو فرض شروطها على سوريا والظهور كطرف قوي في المنطقة، والثاني هو تقديم أوراق قوة لإدارة أمريكية جديدة لا تكن الود لأنقرة.
ختم يوسف بالقول أن تركيا أرادت تحقيق أكثر من مكسب بضربة واحدة لكنها وقعت في خطأ استراتيجي كبير، حيث فشلت في إجبار القيادة السورية على الجلوس مع أردوغان بشروطه، كما أن نتائج الهجوم على حلب سترتد سلباً على تركيا، وستجد نفسها تدفع ثمن سياساتها الخاطئة.