في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، تناول الدكتور ليان مسعد، رئيس وفد معارضة الداخل، عدة قضايا جوهرية تتعلق بالمشهد السوري والإقليمي في ظل التحولات السياسية والعسكرية. أكد مسعد أن إسرائيل استغلت الفوضى التي أعقبت التغيرات السياسية في سوريا وفرضت أمرا واقعا جديدا. أشار إلى أن إسرائيل استهدفت المستودعات الاستراتيجية للقوات المسلحة السورية، مما أدى إلى تجريد سوريا من مقدراتها الدفاعية بشكل كبير، في محاولة لتعزيز موقعها على مشارف دمشق وفرض شروطها على الحكومة الجديدة.
رأى مسعد أن إسرائيل، رغم نجاحها في السيطرة على مناطق جديدة، لا تسعى للتوسع بقدر ما تهدف إلى تعزيز موقفها التفاوضي بشأن الجولان وضمان أمنها الاستراتيجي. واعتبر أن إسرائيل تريد سلاما دائما يضمن لها الاحتفاظ بمناطق محددة ذات أهمية كبرى مثل جبل الشيخ، الذي وصفه بالخسارة الكبيرة لسوريا.
تناول مسعد العلاقة المتوترة بين إسرائيل والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن العصر الديمقراطي في واشنطن أدى إلى ظهور تمايز بين الطرفين بشأن ملفات مثل غزة ولبنان والبحر الأحمر. وأوضح أن إسرائيل لم تعد تعتمد كليا على الولايات المتحدة كما في السابق، لكنها لا تزال تحظى بدعم قوي من الجالية اليهودية.
تحدث مسعد عن السياسة المرتقبة للإدارة الأمريكية القادمة بقيادة دونالد ترامب، الذي يسعى للتهدئة في معظم الملفات باستثناء إيران. أشار إلى أن ترامب يحمّل إيران مسؤولية أزمات إقليمية ويعتبرها خصما مباشرا. وتوقع أن تؤدي هذه السياسة إلى توتر إضافي بين الولايات المتحدة وإيران، خاصة إذا حاولت إسرائيل استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
أكد مسعد أن سوريا لم تعد جزءا من محور المقاومة، مشيرا إلى أن خروجها من هذا المحور أدى إلى انهياره. كما أوضح أن إيران لجأت إلى تحريك الحوثيين في اليمن للحفاظ على مصالحها الإقليمية، ما يزيد من احتمالات التصعيد في المنطقة.
أشاد مسعد بالتحولات التي طرأت على الإعلام في سوريا بعد سقوط النظام السابق، حيث أشار إلى أن الإدارة الجديدة فتحت الباب لحرية التعبير مقارنة بسياسة القمع والتكميم التي كانت سائدة. لكنه انتقد وسائل الإعلام العربية التي وصفها بأنها متحيزة وتعمل على تكريس أنماط محددة من الخطاب السياسي.
ختاما، أكد مسعد أن سوريا بحاجة إلى وقت أطول لتقييم التحولات الجارية، مشددا على أهمية دعم الإدارة الجديدة في مواجهة التحديات الكبرى. وأشار إلى أن التحديات الإقليمية والدولية ستظل تلقي بظلالها على المشهد السوري، مما يتطلب جهودا مضاعفة لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء الدولة.