في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، أكد الكاتب والصحفي حسام طالب أن الاستراتيجية التركية في سوريا تتمحور حول تحقيق مصالح إقليمية ودولية، حيث أوضح أن تركيا، كحليف للإدارة العسكرية السورية منذ البداية، تسعى إلى الحصول على دور محوري في إعادة الإعمار وضمان وجودها كوصي غير مباشر على البلاد. وأشار إلى أن تركيا، بحكم تدخلها المبكر في الشأن السوري، تطمح للحصول على حصتها من المكاسب الاقتصادية والسياسية في المرحلة المقبلة.
وعن مباركة الولايات المتحدة للنفوذ التركي في سوريا، أشار طالب إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى لتعزيز الدور التركي ضمن حدود مرسومة بعناية. ومع ذلك، تساءل إن كانت الإدارة السورية الجديدة ستقبل بمثل هذه المعادلة، خاصة في ظل التعقيدات التي يفرضها المشهد السياسي والعسكري.
وفيما يتعلق بالخلاف الظاهر بين واشنطن وأنقرة حول قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أكد طالب أن هذا الخلاف لا يعدو كونه شكلياً، إذ إن الولايات المتحدة وتركيا، كقوتين أساسيتين في حلف الناتو، لا تختلفان استراتيجياً. وأضاف أن الصراع بين تركيا وقسد لا يخدم سوى الأطراف الدولية، حيث يبقي الشعب السوري محروماً من موارد النفط التي يتم التنازع عليها، بينما تظل الولايات المتحدة المستفيد الأكبر.
وعن العلاقة بين تركيا وقسد، أوضح حسام طالب أن قسد لم تعد ورقة رابحة على الساحة السياسية، إذ تسعى الولايات المتحدة لاستخدامها كذريعة لتعميق الأزمة السورية، ودفع تركيا إلى اتخاذ خطوات عسكرية ضدها. واعتبر أن قسد باتت أداة مستهلكة تشبه بشار الأسد في أيامه الأخيرة، إذ إنها تخيف الشعب بخيارين أحلاهما مرّ: القبول بها أو مواجهة الفوضى.
وفي سياق المقارنة بين النظام السوري وقسد، انتقد طالب النظام السوري بشدة، مؤكداً أن بشار الأسد خدع الشعب السوري بادعاء المقاومة، بينما كان يفضل البقاء كحاكم مستبد على أن يكون رئيساً حقيقياً يمثل تطلعات الشعب. وأشار إلى أن النظام السوري اختار تسليم أسلحة الجيش السوري للإسرائيليين بدلاً من استخدامها في معارك حقيقية، وهو ما يفضح زيف شعارات المقاومة التي كان يروج لها.
وعن مواقف روسيا بعد سقوط النظام السوري، أشاد حسام طالب بالبراغماتية العالية التي أظهرتها موسكو في تعاملها مع الإدارة السورية الجديدة. وأكد أن روسيا لم تنسحب من المشهد السوري رغم التغيير السياسي، بل أبدت استعداداً لتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الإدارة الجديدة. ونقل عن السيد أحمد الشرع، القائد الحالي للإدارة السورية، أن العلاقات مع روسيا ستستمر وتتطور، مشيراً إلى إشارات إيجابية وصلت من موسكو بشأن تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري.
وحول الإشاعات عن توقف روسيا عن دعم سوريا بالقمح، نفى طالب هذه المزاعم، معتبراً إياها محاولات تحريض داخلية تهدف إلى تقويض الثقة بالإدارة الجديدة. وأضاف أن الشعب السوري يميز بين سياسات روسيا وإيران، حيث إن الموقف الروسي يتمتع بقبول شعبي واسع، خلافاً للسياسات الإيرانية التي أثارت عداءً واسعاً داخل المجتمع السوري.
وفي ختام حديثه، أشار حسام طالب إلى أن الإدارة الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، تعمل على تعزيز العلاقات مع جميع الأطراف الدولية بما يخدم مصلحة الشعب السوري، مع التركيز على الحفاظ على سيادة سوريا واستقلال قرارها السياسي.