أكد الكاتب الصحفي أحمد رفعت يوسف في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم أن التحديات التي تواجه القيادة الجديدة في سوريا لتحقيق الأمن والاستقرار لجميع السوريين تتطلب جهودا استثنائية، خاصة في ظل الإجراءات الجارية مثل حصر السلاح، بناء الجيش، ومعالجة الانفلات الأمني. واعتبر أن هذه المرحلة الحاسمة تعكس النموذج الذي ستسير عليه البلاد في المستقبل، مشيرا إلى أن التجارب التاريخية تؤكد أن الأيام التي تلي التغيير الجذري عادة ما تكون الأصعب، حيث شهدت معظم الثورات العالمية عنفا وصدامات بعد التغيير، باستثناء حالات نادرة مثل تجربة جنوب أفريقيا.
وأشار يوسف إلى أن الوضع في سوريا كان استثنائيا من حيث السلاسة التي تم بها التغيير، معبرا عن اندهاشه من قدرة القيادة الجديدة على ضبط الأوضاع وطمأنة المجتمع. وأوضح أن المفاجأة الإيجابية كانت في الحد من الانفلات الأمني الكبير رغم الحوادث الفردية التي كانت طبيعية في سياق انهيار الجيش وقوى الأمن. ولفت إلى أن النخب السورية لعبت دوراً كبيراً في توجيه الرأي العام نحو المصالحة ورفض نمط الاقتتال الذي استمر أربعة عشر عاماً.
وأكد يوسف أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الفصائل بدلاً من الجيش لم تكن كافية، داعياً إلى اتخاذ خطوات إضافية تركز على الاحتكام إلى القانون والنظام، وعدم اللجوء إلى الأساليب الانتقامية في التعامل مع رموز النظام السابق. وشدد على أن التعامل العشوائي مع الحوادث الأمنية قد يفتح المجال لمزيد من الصدامات، داعياً إلى ضرورة الحذر من القوى التي لا مصلحة لها في استقرار البلاد.
وأوضح يوسف أن القيادة الجديدة تحملت مسؤولية كبيرة في ضبط الأمن، مشيراً إلى أهمية منع الأعمال الفردية وتعميم التحسينات الأمنية في جميع المناطق السورية. واعتبر أن ما تحقق حتى الآن يعد تقدما ملحوظا يفوق التوقعات، معربا عن أمله في أن تصبح سوريا نموذجاً عالمياً في كيفية تجاوز المراحل الحرجة والخطيرة.
وفي تحليله للوضع الحالي، دعا يوسف إلى تعزيز القيم الوطنية والأخلاقية التي تجمع الشعب السوري، مؤكدا أن التاريخ الكبير للشعب السوري وقيمه العريقة كانا سندا للسلطة الجديدة في تجاوز المرحلة الصعبة. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل البلاد، مشيرا إلى أن الشعب السوري قادر على بناء وطن يسوده السلام والتفاهم.
واعتبر يوسف أن النخب السورية من مختلف الفئات تلعب دورا حاسما في تعزيز الوحدة الوطنية وتوجيه المجتمع نحو المصالحة والتفاهم بدلا من الصدام. وأشار إلى أن سوريا تمتلك إرثا حضاريا وفكريا يجعلها قادرة على تجاوز أصعب التحديات. وأضاف أن الشعب السوري، بما يمتلكه من قيم عريقة ورغبة صادقة في العيش المشترك، أثبت أنه أساس الحضارة البشرية وهو قادر على فرض منطقه لبناء مستقبل مشرق.
وأكد يوسف أن أصوات جميع فئات المجتمع السوري ارتفعت بشكل يعكس رغبتها في وطن يتسم بالمحبة والأخوة بعيداً عن أي انقسامات أو صراعات طائفية. وأوضح أن الانتفاضة الوطنية السورية التي برزت بعد التغيير كانت مشرفة وتعبر عن وحدة وطنية قوية. وأضاف أن الشعب السوري قادر على تجاوز المرحلة الصعبة الحالية بفضل تاريخه الكبير وقيمه النبيلة.
وختاما أشاد يوسف بالجهود التي تبذلها القيادة الجديدة لتحقيق الاستقرار والأمن، مؤكداً أن النجاح في ضبط الأوضاع الأمنية بهذا الشكل يعتبر إنجازاً مهماً يمكن أن يصبح نموذجا يحتذى به في العالم. وشدد على أن الشعب السوري يستحق العيش بسلام في وطنه، مشيراً إلى أن التاريخ سيتذكر هذه اللحظة كخطوة حاسمة نحو بناء سوريا جديدة تقوم على العدالة والتتاغم.