أكد الإعلامي والكاتب عماد نداف في حديثه مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم أن مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده يجب أن يكون نتاجا لتحضير وإعداد دقيق، محذرا من أن أي تسرع في تنظيمه قد يؤدي إلى نتائج عكسية تصل إلى تفجير الوضع بدلا من معالجته. واعتبر نداف أن أهمية هذا المؤتمر لا تتوقف عند عقده بحد ذاته، بل تكمن في الطريقة التي يتم التحضير لها لضمان نجاحه، مشيرا إلى تجارب تاريخية مثل الثورة الروسية والثورة الفرنسية، حيث واجهت تلك الثورات مراحل انتقالية صعبة مليئة بالصراعات.
وشدد نداف على أن نجاح المؤتمر يتطلب إطلاق حرية العمل السياسي والصحافة قبل انعقاده، مع إتاحة المجال للأحزاب لتطوير برامجها على مدار سنتين، مما يتيح تشكيل كتل سياسية واقتصادية قادرة على التأثير بفعالية. وأوضح أن هذه الفترة ستتيح للأطياف المختلفة التعبير عن رؤاها، وهو ما يسهم في توفير قاعدة متينة للحوار الوطني.
وأشار نداف إلى أن تشكيل جمعية تأسيسية تضم جميع الفعاليات والتيارات السياسية والاجتماعية هو الخطوة التالية الضرورية. هذه الجمعية، بحسب رأيه، يجب أن تشمل تيارات إسلامية وقومية وديمقراطية، بالإضافة إلى البعثيين الشرفاء الذين يحملون أفكارا إيجابية. واعتبر أن التعميم في الحكم على التيارات والأحزاب خطأ كبير، داعيا إلى إشراك الجميع دون إقصاء.
وأكد نداف أن هذه الجمعية التأسيسية ستكون مسؤولة عن صياغة دستور جديد ودعوة النخب السياسية للحوار بشأنه، مقترحا أن يقتصر عدد المشاركين على ثلاثمئة إلى أربعمئة شخص لضمان حوار فعال ومنظم. وأضاف أن هذا النهج سيتيح سماع جميع الآراء واتخاذ قرارات مستندة إلى التوافق، مع مراعاة التنوع الطائفي والديني في سوريا.
وحول تأجيل المؤتمر لمرتين، أشار نداف إلى أن تصريحات السيد أحمد الشرع، التي أكد فيها على أهمية بناء الدولة بعقلية الدولة وليس الثورة، تعكس توجها إيجابيا نحو تحقيق الاستقرار. وأوضح أن الشرع قدم تنازلا كبيرا بقبوله العمل مع جميع التيارات السياسية لضمان مستقبل آمن لسوريا، لكنه تساءل عما إذا كانت جميع الفصائل مستعدة لقبول هذا التوجه.
وأشار نداف إلى أن النظام السابق اعتمد على الطائفية والطغمة العسكرية التي استبدت بالحكم، لكنه لفت إلى أن الطوائف الأخرى لا يجب أن تتحمل مسؤولية ذلك النظام. وأكد أن هناك صفحات سوداء في التاريخ السوري يجب معالجتها، مثل تدمير حماة وسجن تدمر والمجازر التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية. وشدد على ضرورة تسليط الضوء على هذه القضايا لتحقيق العدالة والمصالحة.
وأوضح نداف أن الطائفة العلوية ليست بعيدة عن المعاناة، حيث تعرض آلاف من أبنائها للسجن والقمع بسبب معارضتهم للنظام، داعيا أبناء الطائفة إلى اتخاذ موقف واضح من الوضع الحالي والعمل على تسوية عادلة لا تستثني أحدا. وأضاف أن أي صراع طائفي سيؤدي إلى كارثة تؤثر على الجميع دون استثناء.
وختم نداف بتأكيده على أهمية وجود إعلام حر قادر على كشف الحقائق ودعم عملية التغيير السياسي والاجتماعي، مشيرا إلى تجربته الشخصية كسجين سياسي لسنوات طويلة. وشدد على أن النخب الحقيقية هي التي تجمع بين العقل السياسي والاقتصادي والديني وتعمل لصالح الوطن بعيدا عن المصالح الضيقة أو الانقسامات الطائفية.