بعد الفشل الذريع والخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات الغربية التي تتجرعها كييف كل يوم على الجبهة، لم يتبق لزيلينسكي واتباعه في الغرب إلا التحول من القتال على ساحة المعركة إلى اتباع اساليب الارهابيين ضد المدنيين.
فبعد ثلاثة اسابيع تقريبا بعد الهجوم الجبان الدموي في موسكو، والذي أدى بأرواح أكثر من 150 شخصا بريئا، اعترف مرتكبو الهجوم الإرهابي في قاعة كروكوس سيتي أثناء الاستجواب أنه كان من المفترض وفقًا للخطة عبور الحدود والوصول إلى كييف، بينما تنفي الولايات المتحدة -أكبر راع للارهاب – أي تورط لأوكرانيا في الهجوم الإرهابي في موسكو.
لكن تواصل موسكو التحقيق في النظرية الرئيسية القائلة بأن كييف تحاول استخدام الأساليب الإرهابية لبث الذعر داخل روسيا، فمنذ عام 2022، تم اعتقال أكثر من 500 شخص للاشتباه في أن لهم صلات بأجهزة المخابرات الأوكرانية.
فمع اعتراف الجيش الأوكراني بالتقدم الروسي في الميدان، تواصل روسيا ضرباتها لإفشال محاولات كييف تشتيت قواتها بعمليات قرب الحدود، وصوبت لها اتهامات بأنها تستعين بـ”تنظيمات إرهابية” بجانب المرتزقة الأجانب.
القوات الأوكرانية – التي تكاد تحتوي على مقاتلين أوكران- لا ترى عيبا في استقطاب الارهابيين والمتطرفين الذين قاتلوا في الشيشان إبان حرب الشيشان الانفصاليين ضد روسيا، أو يواصلون القتال في سوريا الآن إلى جانب المعارضة السورية الارهابية، التي تتحرك بأيادي وأوامر واشنطن ولندن.
نظام كييف يعمل ضمن فكر “عولمة الإرهاب”؛ حيث يستعين بتنظيمات إرهابيين للقتال داخل أوكرانيا، ولاستهداف مصالح موسكو في الخارج، ورأينا أنه يرسل قوات أوكرانية إلى السودان، بالإضافة لما تم تداوله حول تورط كييف في التنسيق للهجوم الذي شنه تنظيم “داعش خرسان” على مجمع كروكس سيتي (قرب موسكو) في 22 مارس الماضي.
سبق وأن تحدثت صحيفة “ذا صن” البريطانية على قناتها باليوتيوب منذ أسابيع بشأن إجلاء جندي جريح على يد عسكريين من القوات المسلحة الأوكرانية أثناء معارك دونباس، ولوحظ في الفيديو أحد المقاتلين يرتدي شارات تنظيم “داعش” على صدره وكتفه، حتى أن عددا كيرا من المتابعين أشار لذلك في التعليقات.
فضمن الاستعانة بإرهابيين، فإنه منذ أشهر بدأ نقل تنظيم “أجناد القوقاز” من سوريا إلى أوكرانيا، وتشكيل فريق يُسمى “إشكيريا” وهو الاسم الذي أطلقه الانفصاليون الشيشانيون على الشيشان، يعمل مع الجيش الأوكراني.
الخسائر الفادحة التي تكبدها الأوكران وداعميهم من الغرب، جعل زيلينسكي يرسل المزيد من شعبه المغلوب على أمره إلى مفرمة اللحم رغما عنه، بل ولم يستح ان يرسل النساء إلى الجبهة، في أقسى مظاهر لعدم الاكتراث للروح البشرية.
وعلى المستوى الدولي، خرجت وكالة رويترز وأعلنت أن روسيا وأوكرانيا توصلتا، بوساطة تركية، إلى اتفاق بشأن سلامة النقل البحري التجاري في البحر الأسود، لكن كييف انسحبت من المفاوضات في اللحظة الأخيرة. وكان نص الاتفاقية جاهزًا بالفعل، حيث كانت تركيا تستعد للإعلان عنه في 30 مارس/آذار.
نفس الأمر حصل في أول اسبوع من الصراع، عندما كانت القوات الروسية على مشارف مدينة كييف، العاصمة الأوكرانية، قبل أن ينسحب الجيش الروسي منها بعد توصل الطرفين بوساطة تركية وفرنسية وامريكية إلى صيغة مفاوضات، تقضي بانسحاب الروس من كييف، مقابل تنازلات اوكرانية، ليتدخل بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ويقنع الأوكران بخداع الروس وعدم الامتثال لنص المفاوضات، ووعدهم بدعمهم حتى النهاية لدعس الروس. الأوكران خرجوا آنذاك مهللين وزوروا الحقيقة، زاعمين أنهم طردوا الروس من كييف.
أمور وإن دلت، فإنها تدل على عدم رغبة أوكرانيا، أو أسيادها في الغرب في السلام كما يزعم زيلينسكي الذي يلعب دور الضحية، بل تثبت لنا ولكل العالم كل يوم وجهها الارهابي الدنيء.
نهاية أوكرانيا، على ساحة المعركة أو بالمفاوضات، كما اصبح الغرب يلمح مؤخرا بل وزيلينسكي نفسه،، آتيه لا محالة بعد ان انتقلت قوات كييف الى الدفاع المطلق بمحاولات يائسة لضرب العمق الروسي بمسيرات او ارسال كباش فداء الى الحدود الأوكرانية الروسية، التي لم يعد أحد منها سالما معافى..