تطرق المحلل السياسي والإعلامي جانبلات شكاي إلى العلاقات بين روسيا وسوريا في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة. وأكد أن الاتصال بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري أحمد الشرع يعكس مصالح استراتيجية لروسيا في سوريا، مشيراً إلى أن القيادة الجديدة تسعى لإعادة التوازن في علاقاتها الدولية.
وحول الدعم الروسي، أشار شكاي إلى أن إعلان البنك المركزي السوري عن وصول ثلاثمئة مليار من العملة المطبوعة يعكس الأزمة المالية التي تعانيها البلاد. وأوضح أن هذه الأموال كانت جزءاً من اتفاقية سابقة مع روسيا، لكنها تأخرت بسبب سقوط النظام السابق. وأضاف أن روسيا تبقى الدولة الوحيدة التي قدمت دعماً مالياً مباشراً لسوريا، في حين اكتفت بقية الدول بتقديم مساعدات إنسانية رمزية.
وفيما يتعلق بملف قوات سوريا الديمقراطية، أشار شكاي إلى أن الحديث يدور حالياً حول قبول هذه القوات بالاندماج في الجيش السوري كأفراد وليس ككتل منفصلة، وهو المطلب الذي كانت تصر عليه دمشق. وأكد أن هذه التغيرات قد تعني تغييرات جذرية في المشهد السياسي والعسكري في مناطق الإدارة الذاتية، حيث تختفي مؤسساتها تدريجياً لتحل محلها الإدارات الرسمية التابعة للحكومة السورية.
وحول مؤتمر ميونيخ، أوضح شكاي أن الحدث ركز بشكل رئيسي على الملف الأوكراني، حيث برزت خلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن إدارة الحرب. وأشار إلى أن روسيا لطالما اعتبرت أن معركتها ليست مع أوكرانيا بل مع الولايات المتحدة، التي حاولت استنزافها كما فعلت مع الاتحاد السوفيتي في الماضي.
أما عن اجتماع الرياض التحضيري لعقد قمة بين ترامب وبوتين، قال شكاي إنه تم الترتيب له بعيداً عن مخرجات مؤتمر ميونيخ، في إطار تحييد القوى الإقليمية والتركيز على الحوار المباشر بين واشنطن وموسكو. وأشار إلى أن ترامب، رغم تصريحاته الحادة، يبقى قادراً على إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال أربع وعشرين ساعة إذا أراد ذلك.
وفي ختام حديثه، أكد شكاي أن التغيرات الحاصلة في المنطقة سريعة ومتلاحقة، بحيث قد تصبح بعض المصطلحات المستخدمة اليوم غير صالحة بعد أسبوع واحد فقط. وأشار إلى أن السعودية تلعب دوراً محورياً في إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة، خاصة في ظل قيادة ولي العهد محمد بن سلمان، التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار لدفع عجلة النمو الاقتصادي.