في قراءة لاتفاق الدمج بين الرئيس المؤقت أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أكد المحلل السياسي رجا الدامقسي في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم أن هذه الخطوة تشكل منعطفاً تاريخياً لإعادة بناء الجيش السوري كجيش وطني يمثل جميع السوريين. وأوضح أن الاتفاق، الذي ينص على دمج قوات “قسد” في وزارة الدفاع، يهدف إلى إنهاء حالة التشرذم التي خلّفها النظام السابق، وإعادة توحيد المؤسسة العسكرية تحت راية الوطن.
أشار الدامقسي إلى أن الاتفاق لم يكن مفاجئاً، بل جاء نتيجة ضغوط شعبية وحوارات مكثفة بين مكونات المجتمع السوري. وأضاف: “الأكراد أثبتوا خلال زياراتنا للمناطق الشرقية أنهم جزء أصيل من النسيج الوطني، ورفضهم للانفصال كان واضحاً. النظام السابق هو من صنع الانقسام عبر سياسات التمييز”.
من جهة أخرى، حذر من محاولات بعض القوى الإقليمية – خاصة تركيا وإيران – لإفشال الاتفاق عبر دعم جماعات مسلحة أو تضخيم الخلافات الداخلية. ولفت إلى أن “المشروع التركي في شمال سوريا يفقد شرعيته يوماً بعد يوم، والأكراد باتوا يدركون أن مستقبلهم مرتبط بدولة موحدة”.
كما تناول الدامقسي إشكالية اللامركزية، مؤكداً أنها لا تعني التقسيم إذا طُبقت بإطار دستوري واضح. ودعا إلى تبني نموذج إداري يوازن بين صلاحيات المركز والمحافظات، مع ضمان تمثيل عادل للجميع في مؤسسات الدولة. وأضاف: “اللامركزية يجب أن تكون أداة لتعزيز التنمية، لا ذريعة لتمزيق الوطن”.
في الختام، شدد الدامقسي على ضرورة تنفيذ الاتفاق بشفافية، مع إشراك المجتمع المدني في مراقبة المراحل الانتقالية. ودعا إلى مؤتمر وطني شامل يضم كل الأطياف لوضع دستور دائم، قائلاً: “سوريا تستحق أن تُبنى بإرادة أبنائها، لا بتدخلات خارجية تكرس التبعية”.
كما تطرق إلى الدور الروسي والأمريكي في الملف السوري، محذراً من تحويل البلاد إلى ساحة لصفقات جيوسياسية. وأكد أن “مصالح سوريا يجب أن تكون فوق أي حسابات إقليمية أو دولية. نحن لسنا رهاناً في لعبة الكبار، بل شعبٌ يستحق العيش بكرامة”.