في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، تناول المحلل السياسي حسام طالب التحديات الخارجية المعقدة التي تواجهها الحكومة السورية الجديدة، مركزاً على ثلاثة محاور رئيسية تشكّل اختباراً حقيقياً لكفاءة الدبلوماسية السورية الجديدة.
المحور الأول يتمثل في ملف العقوبات الأمريكية الذي لا يزال يشكل العائق الأكبر أمام التعافي الاقتصادي لسورية. وأوضح طالب أنه رغم استيفاء سورية لمعظم الشروط المطلوبة لرفع هذه العقوبات، إلا أن القرار الأمريكي لا يعتمد على معايير موضوعية، بل يتأثر بشكل كبير بالحسابات السياسية والمصالح الإسرائيلية في المنطقة. وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تتعامل مع الملف السوري من منظور مصالح إسرائيل بالدرجة الأولى، مما يجعل رفع العقوبات رهناً بموافقة الجانب الإسرائيلي.
المحور الثاني يتعلق بالتعاون العسكري مع تركيا وبناء الجيش الوطني كأولوية قصوى للحكومة السورية. وشرح طالب كيف أن هذا التعاون الاستراتيجي يواجه مقاومة شديدة من إسرائيل التي تسعى بكل الوسائل إلى عرقلته. وأكد أن الحكومة السورية تدرك أهمية هذا التعاون في بناء جيش وطني قوي يحمي حدود البلاد ويحفظ أمنها، لكنها في نفس الوقت تحرص على عدم الانجرار إلى صراعات محورية قد تعيق عملية الإعمار والتنمية.
أما المحور الثالث فيتمثل في إدارة العلاقات الدولية في ظل التوازنات الإقليمية المعقدة. وأوضح التحليل كيف تعمل الحكومة السورية على استعادة مكانة سورية في المحافل الدولية مع الحفاظ على سيادتها واستقلال قرارها. كما أشار إلى النجاحات التي حققتها الدبلوماسية السورية الجديدة في كسر العزلة الدولية، وإعادة بناء جسور الثقة مع المجتمع الدولي.
وختم طالب حديثه بالتأكيد على أن الحكومة السورية الجديدة تتبع سياسة خارجية متوازنة، تسعى من خلالها إلى حماية المصالح الوطنية العليا للبلاد، مع الحفاظ على علاقات جيدة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية. ورغم التحديات الكبيرة، إلا أن الأداء الدبلوماسي للحكومة يشير إلى فهم عميق لتعقيدات المرحلة وإمكانية تحقيق تقدم على هذا الصعيد في الفترة القادمة.