شهد معبر كسب الحدودي في محافظة اللاذقية عودة أكثر من 11 ألف مواطن سوري من تركيا خلال الفترة الماضية، وفقاً للهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية.
هذه العودة تأتي بعد إغلاق دام 11 عاماً، إذ فُتح المعبر مجدداً في أعقاب التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في سوريا، وتم استقبال العائدين “بكل حفاوة”، وفقاً للجهات الرسمية، وسط آمال بإعادة الإعمار و”لم الشمل”.
افتتاح المعبر وأهميته الاستراتيجية:
يُعد معبر كسب، الذي افتتح عام 1988، أحد المعابر الرئيسية بين سوريا وتركيا، وكان يُستخدم لنقل المسافرين والبضائع قبل إغلاقه بسبب الحرب السورية عام 2011.
مع اندلاع الثورة السورية، نزح آلاف السوريين إلى تركيا عبر هذا المعبر، الذي أُغلق لاحقاً بسبب الاشتباكات وتغير السيطرة على المناطق الحدودية.
قرار إعادة الافتتاح
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 9 كانون الأول الماضي، عن إعادة تشغيل المعبر، في إطار ما وصفه بـ”التطبيع” مع الإدارة السورية الجديدة.
يُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من مساعي تركيا لإعادة العلاقات مع دمشق، وكذلك كبادرة لتخفيف الضغط الناجم عن وجود ملايين اللاجئين السوريين على أراضيها.
التسهيلات المقدمة للعائدين:
وفقاً لمصادر في المعبر، فإن الإجراءات “بسيطة وميسرة”، وتشمل ختم الدخول وتسجيل البيانات الشخصية، سواء كان العائدون يحملون وثائق سورية أو تركية.
أعداد العائدين تتراوح يومياً بين 150 إلى 200 شخص، مع تزايد ملحوظ منذ نهاية العام الفائت.
دوافع العائدين وتطلعاتهم
كثير من العائدين نزحوا إلى تركيا بعد عام 2011 هرباً من الحرب، وعبّروا عن سعادتهم بالعودة رغم التحديات الاقتصادية والأمنية، معتبرين أن محبة الوطن تتخطى الحدود بكافة أنواعها سواء لوجستية أو نفسية.
كما عبّر أحد العائدين بالقول: “البلد لا يمكن أن يعمرها إلا أهلها”، ما يعكس رغبة في المشاركة في إعادة بناء سوريا الجديدة.
التحديات والمخاوف المستقبلية
رغم الفرحة بالعودة، فإن غياب البنية التحتية وفرص العمل قد يُشكل عائقاً أمام استقرار العائدين.
تعتمد آلية العودة المستمرة للسوريين، على تحسن الأوضاع في سوريا واستمرار فتح المعابر، خاصة في ظل الخلافات السياسية بين الأطراف الإقليمية.
تحوّل حقيقي
عودة آلاف السوريين عبر معبر كسب تمثل علامة على تحوّل في المشهد السوري، لكنها تطرح أيضاً أسئلة حول مدى جاهزية الداخل السوري لاستيعابهم.
بين الفرح بالعودة وتحديات إعادة الإعمار، تبقى هذه العملية مؤشراً على رغبة عميقة في طي صفحة الحرب، رغم الصعوبات التي قد تواجهها خلال الفترة الحالية.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info