في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، حلل الخبير السياسي سليم خير بيك تداعيات اللقاء الثلاثي الأخير في أنقرة بشأن الأزمة الأوكرانية، ملقياً الضوء على تعقيدات الملف الذي كان يفترض أن يشهد حلاً توافقياً منذ فترة طويلة. وأكد خير بيك أن الخارطة السياسية للملف الأوكراني توضع الآن أمام أصحاب القرار بكل أبعادها الجيوسياسية والاقتصادية.
بدأ خيربك بسرد المفارقة التاريخية في هذا الملف، حيث ذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان قد تعهد – قبل الانتخابات وأثناءها وبعدها – بإنهاء هذه الحرب، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث. وتساءل عن أسباب هذا التردد الذي طال أمد الصراع، مشيراً إلى أن ترامب نفسه كان قد وجه تحذيراً مباشراً للرئيس الأوكراني زيلينسكي بضرورة الإسراع في إتمام الاتفاق، بينما أرجعت موسكو التأخير إلى عراقيل أوروبية، واتهمت فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالوقوف عائقاً أمام التسوية.
أوضح خير بيك رؤيته التحليلية للأزمة بقوله: “الحقيقة التي يجب إدراكها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن ليقود بلاده إلى هذه الحرب في قلب أوروبا المرعوبة من الصراعات، لولا أنه دُفع دفعاً إلى هذا الخيار”. وأضاف أن القراءة الغربية لروسيا وللتاريخ الروسي كانت خاطئة، حيث ظنت الإدارة الأمريكية السابقة وحلفاؤها الأوروبيون أنهم قادرون على إضعاف روسيا اقتصادياً وعزلها دولياً، خاصة مع استهداف الشريك الاستراتيجي لها (الصين). لكن النتائج جاءت عكسية تماماً.
كما تطرق حيربك إلى الصمود الروسي الملفت في مواجهة العقوبات الغربية، مشيراً إلى أن الشعب الروسي – الذي خبر الحروب والتضحيات عبر تاريخه – تحمل تبعات هذه المواجهة بصلابة غير متوقعة. بينما بدأت تظهر على الجانب الغربي تداعيات اقتصادية غير محسوبة، حيث شهدت حتى الولايات المتحدة نفسها موجات غلاء وتضخم مرتبطة بالحرب. وأكد خير بيك أن الغرب لم يستطع الحسم لا عسكرياً ولا اقتصادياً في هذه المواجهة، مما يستدعي – برأيه – الإسراع نحو حل سياسي.
وأشار خيربك إلى أن أحد أسباب استمرار الأزمة يعود إلى التباين في المواقف بين واشنطن والعواصم الأوروبية، حيث تفضل الأولى إيقاف الحرب بينما يبدو الأوروبيون أكثر تشدداً. وعلق على هذا الوضع بمقولة شعبية دالة: “سَيَخرُجون من المولد بلا حمص”، في إشارة إلى أن الإصرار الأوروبي على المواجهة قد لا يحقق لهم النتائج المرجوة.