اتخذت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في سوريا قراراً استراتيجياً بمنع استيراد سبعة أنواع رئيسية من الخضروات بدءاً من الأول من حزيران المقبل، في خطوة تهدف إلى حماية الإنتاج المحلي وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.
هذا القرار يحمل في طياته آثاراً اقتصادية واجتماعية كبيرة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ويشمل وقف استيراد البندورة، البطاطا، الخيار، الباذنجان، الكوسا، البصل، والثوم، وهذه المحاصيل تشكل العمود الفقري للسلة الغذائية اليومية للمواطن السوري، ما يمنح القرار أبعاداً اقتصادية ومعيشية مباشرة.
أهداف القرار
صدر القرار بعد توصيات من وزارة الزراعة وهيئات رقابية محلية، ويهدف إلى دعم المنتج الوطني وتثبيت حضوره في الأسواق، وحماية المزارعين من المنافسة غير المتكافئة مع المنتجات المستوردة، وإعادة التوازن للأسعار المحلية بعد فترة من التراجع في أرباح المزارعين.
كما يهدف إلى تحسين الأمن الغذائي الوطني وتعزيز الاعتماد على الذات، ودفع عجلة الزراعة المحمية وتشجيع التوسع في الإنتاج.
الانعكاسات على المواطن
بالنسبة للمستهلك السوري، قد يواجه في البداية تقلبات في أسعار بعض الأصناف نتيجة لانخفاض العرض المستورد، ومع ذلك، فإن القرار يوفر قاعدة لاستقرار السوق مستقبلاً، خاصة إذا تحسنت الإنتاجية المحلية وتم ضبط الأسواق من المضاربين، كما أن الاكتفاء الذاتي يعني تقليل التبعية الاقتصادية وتحسين معيشة الأسرة السورية على المدى البعيد.
أثر القرار على المزارعين
يُعَد هذا القرار فرصة ذهبية للمزارعين المحليين الذين طالما عانوا من منافسة المنتجات الأجنبية الأقل تكلفة، فبمنع الاستيراد، تُفتح أمامهم أبواب لتوسيع نشاطهم الزراعي وزيادة أرباحهم، كما يشجع القرار على العودة إلى الزراعة التقليدية أو الحديثة، مما يعيد الحيوية للريف السوري.
تعزيز الإنتاج الوطني
يمثل قرار منع استيراد بعض الخضروات نقلة نوعية في إدارة القطاع الزراعي السوري، ويعكس توجهاً جاداً نحو الاعتماد على الذات وتعزيز الإنتاج الوطني.
وعلى الرغم من التحديات المرحلية، فإن الخطوة تحمل آفاقاً إيجابية لكل من المواطن والمزارع، بشرط المتابعة الجادة والتنسيق بين الجهات المعنية.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info