في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، حلل الخبير السياسي أحمد رفعت يوسف تعيين سفير الولايات المتحدة في تركيا توم باراك كمبعوث رئاسي خاص لسوريا، معتبراً أن هذا الاختيار يعكس تحولاً جوهرياً في الرؤية الأمريكية للملف السوري.
أكد يوسف أن اختيار باراك جاء بناءً على كفاءته الشخصية وليس بسبب موقعه في أنقرة، مشيراً إلى أن هذا التعيين يثبت الأهمية الاستراتيجية المتجددة لسوريا كمحور جيوسياسي رئيسي في المنطقة. وأضاف أن العامل التركي كان معزولاً تماماً عن قرار الاختيار، خاصة أن تعيين باراك في أنقرة سبق التطورات الدراماتيكية الأخيرة في سوريا.
في قراءته للسياق العام، لفت الخبير السياسي إلى أن تصريحات المبعوث الجديد بشأن إنهاء زمن التدخل الغربي ورفض إرث سايكس بيكو تمثل نقلة نوعية في الخطاب الأمريكي. واعتبر أن هذا التغير يعكس تحولاً في مشروع الشرق الأوسط الجديد، من سياسة التقسيم والفوضى إلى نهج يعتمد الحلول الإقليمية والشراكات الاستراتيجية.
توقف يوسف عند البيان الصادر عن باراك والذي تحدث عن قرب تحقيق الاستقرار في سوريا، معتبراً أنه يتوافق مع المسار الذي رسمه لقاء الرياض بين الرئيسين ترامب والشرع. وأوضح أن “هناك إجماعاً غير مسبوق بين المصالح الوطنية السورية والمصالح الإقليمية والدولية على ضرورة استقرار سوريا، وهو ما لم يحدث طوال الأربعة عشر عاماً الماضية”.
في تحليله للخلفيات الاستراتيجية، أشار يوسف إلى أن الهدوء في سوريا أصبح شرطاً أساسياً لتحقيق الاستقرار الإقليمي، مما يخدم الأولويات الأمريكية في مواجهة التحدي الصيني. وأضاف أن التغيرات الكبرى في المنطقة منذ طوفان الأقصى وحتى التطورات السورية الأخيرة، فرضت إعادة تعريف المصالح الأمريكية بما يتجاوز الرؤية التقليدية.
ختاماً، أكد يوسف أن سوريا تمتلك اليوم أوراق قوة جيوسياسية فريدة تتيح لها لعب دور محوري في المعادلة الإقليمية الجديدة، معتبراً أن تعيين مبعوث رئاسي أمريكي خاص يمثل اعترافاً بهذه الحقيقة الاستراتيجية. ودعا إلى قراءة هذا التطور في سياق التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة، حيث تتلاقى إرادة الاستقرار الداخلي مع المتطلبات الإقليمية والدولية.