في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على أثير إذاعة فيرجن إف إم، حلل جانبلات شكاي مدير تحرير صحيفة الوطن السورية تداعيات التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، مشيراً إلى أن هذا العمل يمثل امتداداً للأفكار المتطرفة التي رافقت سنوات الثورة السورية. وأكد أن الحادث يجسد تحديات مرحلة الانتقال من ذهنية الثورة إلى بناء الدولة، حيث لا يزال بعض المشاركين في الثورة يحملون أفكاراً متطرفة تحتاج إلى معالجة.
أوضح شكاي أن استهداف المكون المسيحي ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من مسلسل طويل أدى إلى تناقص أعداد المسيحيين في سوريا من مليون ونصف المليون قبل 2011 إلى أقل من نصف مليون حالياً. وأشار إلى أن مثل هذه الأعمال الإرهابية تزيد من مشاعر انعدام الأمان لدى هذه الفئة، مما قد يدفع بالمزيد منهم إلى التفكير في الهجرة أو تأجيل العودة إلى الوطن.
في سياق التحليل السياسي، استبعد شكاي تكرار مثل هذه الحوادث، مشيراً إلى أن الدولة الحالية تمتلك إمكانيات أمنية متطورة وتتعاون مع أجهزة استخبارات دولية معترفة بشرعيتها. كما أشاد بالسرعة القياسية التي تم فيها القبض على الخلية الإرهابية المنفذة للعملية خلال 24 ساعة فقط، معتبراً أن هذا الإنجاز يعكس وجود حاضنة شعبية واسعة تدعم عمل الأجهزة الأمنية.
كما تطرق شكاي إلى التحديات العميقة التي تواجهها الدولة في التعامل مع الإرث الثقيل لسنوات الصراع، مؤكداً أن التحول من ذهنية الثورة إلى بناء الدولة يحتاج إلى وقت طويل وجهد مضنٍ. وأشار إلى أن بعض عناصر الفصائل المسلحة السابقة لا يزالون يحملون أفكاراً متطرفة نتيجة سنوات من الشحن الطائفي والعقائدي المتبادل بين النظام السابق والمعارضة، مما يتطلب جهوداً كبيرة لدمجهم في مؤسسات الدولة بشكل سليم.
في محور آخر، تناول شكاي موضوع التحذيرات الأمنية الغربية المتكررة، نافياً وجود علاقة بينها وبين الحادث الإرهابي. وأوضح أن هذه التحذيرات تمثل جزءاً من ألعاب سياسية معقدة، مستشهداً باعترافات الرئيس الأمريكي ترامب السابقة حول دور بلاده في صنع تنظيمات متطرفة. وفي المقابل، أكد أن الإنجازات التي حققتها الحكومة الحالية في رفع العقوبات الدولية تعكس مصداقية مسيرتها الإصلاحية وتلقي بظلال من الشك على مزاعم الغرب.
كما شدد شكاي على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية من خلال بناء مؤسسات قوية قادرة على مواجهة التطرف بكل أشكاله. ودعا إلى تفعيل آليات العدالة الانتقالية بشكل عاجل لمنع تحول الصراع إلى حلقة مفرغة من العنف والانتقام. كما أكد أن مستقبل سوريا يجب أن يُبنى على أسس متينة من المواطنة المتساوية واحترام التنوع الذي يميز النسيج الاجتماعي السوري، معرباً عن تفاؤله بقدرة البلاد على تجاوز هذه المحنة رغم كل التحديات.
وأضاف شكاي أن المرحلة الحالية تتطلب وعياً جماعياً بأهمية تجاوز الماضي بكل إرثه الثقيل، والتركيز على بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وشدد على أن مسؤولية الحفاظ على الأمن والاستقرار تقع على عاتق جميع السوريين دون استثناء، وأن التحديات الأمنية الراهنة يجب أن تكون حافزاً لمزيد من التلاحم الوطني بدلاً من أن تكون سبباً للانقسام.