في قلب مدينة ما زالت تنبض رغم الجراح، انطلقت مبادرة حملت عنوان “لعيونك يا حلب”، من ساحة سعد الله الجابري، بدأت خطوات جريئة نحو استعادة وجه المدينة الحضاري، ضمن فعالية جماهيرية جمعت أطياف المجتمع كافة، في مشهد يعكس توق الحلبيين للنهوض من جديد.
مبادرة تنموية
المبادرة ليست مجرد حدث احتفالي، بل مشروع مجتمعي شامل يسعى لتحقيق أثر ملموس على أرض الواقع، من خلال مسارات متعددة تشمل النظافة، الترميم، التوعية، والتعليم، تهدف الفعالية إلى خلق بيئة أكثر إشراقاً، أسماء المسارات كُتبت بروح التفاؤل: “منورة يا حلب”، “أماننا مستقبلنا”، “رح ترجع أحلى”، “ضع بصمتك”، و”عائدون”. كل اسم يحكي طموحا، ويعبر عن شغف أهالي المدينة بإحداث فرق.
صوت المجتمع أقوى من الدمار
كلمة محافظ حلب، المهندس عزام الغريب، عكست إيمانا عميقا بقوة المبادرات الفردية، التي تحوّلت بفضل التنسيق إلى عمل جماعي منظم. شدد المحافظ على أن اسم الحملة مستلهم من الإرث الحلبي، ومفعم بدلالات الوفاء، ليكون شعار المرحلة: من الحلم إلى الإنجاز، ومن الكلام إلى العمل.
من الإنسان إلى الحجر
مدير المبادرة، هيثم الهاشمي، أكد أهمية تكاتف الجميع، كلٌّ من موقعه، للمساهمة في إعادة البريق إلى مدينةٍ شكّلت ذاكرة وطن. دعم الشركات والمؤسسات، مثل “السورية التركية القابضة”، أسهم في تعزيز القدرات، من خلال مشاريع خدمية تشمل الكهرباء والمياه والتعليم والإعمار، ما يثبت أنّ الإعمار لا يقتصر على الحجر، بل يبدأ بالإنسان أولًا.
عودة الفنان الحلبي نور مهنا بعد غياب دام 14 عامًا أضفت على المناسبة بُعداً وجدانيا، وقف على مسرح ساحة سعد الله الجابري، وغنّى لحلب، محملًا بالأمل والمسؤولية، مؤكدا أن الثقافة والفن جزء أصيل من هوية المدينة. وتابع الحفل فقرات إنشادية وطربية بصوتَي أحمد حبوش ومحمود الفارس، فكانت الموسيقى جسراً بين الماضي والمستقبل.
“لعيونك يا حلب” ليست مجرد حملة، بل صرخة حياة. هي تعبير عن تصميم لا يلين، وإرادة لا تهزم. من قلب الساحة التي طالما كانت رمزا للقاء، بدأت حلب تكتب فصلًا جديداً، لا تصنعه الجرافات فقط، بل تصنعه قلوب محبة وعقول مخلصة، من هنا تبدأ الرحلة… للعودة والنهوض من جديد.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info