بعد سنوات من الحرب والمعاناة، تتجه محافظة إدلب في شمال غرب سوريا نحو مرحلة جديدة من التعافي وإعادة البناء، مستندة إلى جهود محلية وحكومية تهدف إلى تحسين الخدمات الأساسية والنهوض بالبنية التحتية. الخطوة الأبرز جاءت بإعلان المحافظ محمد عبد الرحمن عن خطة شاملة لتفعيل البلديات وتأهيل المراكز الصحية، في خطوة تحمل الكثير من الأمل لسكان المحافظة.
تفعيل البلديات
أكد محافظ إدلب أن العمل على إعادة تفعيل البلديات سينطلق خلال أيام، بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة، وذلك ضمن خطة تدريجية تشمل رفد البلديات بالكوادر والمعدات الضرورية.
هذه الخطوة تهدف إلى إعادة البلديات إلى دورها الطبيعي في تقديم الخدمات للمواطنين، من نظافة وتخطيط وتنظيم عمراني، وصولًا إلى التنمية المحلية.
تأهيل المراكز الصحية
وفي جانب آخر لا يقل أهمية، أُعلن عن مشروع واسع لإعادة تأهيل 30 مركزاً صحياً في ريف إدلب الجنوبي. هذا المشروع سيعزز قدرات القطاع الصحي في مجالات الطوارئ والاستجابة السريعة، ويُعد خطوة حيوية نحو توفير الرعاية الصحية المناسبة، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الطبية الأساسية منذ سنوات.
أهمية النهوض بعد الدمار
تعكس هذه المشاريع توجهًا حقيقيًا نحو التعافي وإعادة الإعمار، وتدل على وعي السلطات بأهمية تمكين المؤسسات المحلية لتكون قادرة على إدارة شؤون المواطنين وخدمتهم بفعالية. كما تؤكد أن النهوض بالمحافظة لا يقتصر فقط على البناء المادي، بل يشمل أيضًا إعادة الثقة بالمؤسسات وفتح آفاق جديدة للتنمية والاستقرار.
إدلب اليوم تقف عند مفترق طرق، إذ يشكل تفعيل البلديات وتأهيل المراكز الصحية خطوة أولى نحو مستقبل أكثر استقراراً وخدمةً للناس. هذه المبادرات، إن تم تنفيذها بفعالية، يمكن أن تكون بداية حقيقية لتحسين واقع الحياة اليومية، وإعادة الأمل إلى سكان عانوا طويلاً من آثار الحرب.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info