في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، تناول الدكتور مهدي دخل الله التحولات الجوهرية في الموقف الدولي تجاه سوريا بعد مرحلة التحرير. جاء التحليل ليركز على الفجوة الواضحة بين الرؤية الأمريكية التي تنشد الاستقرار الإقليمي، والرؤية الإسرائيلية التي تسعى لتفتيت الوحدة السورية.
جاء اجتماع باريس الأخير ليعكس هذه التناقضات بوضوح، حيث جمع ممثلين عن سوريا وإسرائيل بحضور فرنسي وأمريكي، في حين غابت قوات سوريا الديمقراطية عن المشاركة. أوضح دخل الله أن طبيعة الاجتماع الدولي كانت تستدعي تمثيل الدول فقط، مما جعل غياب قسد أمراً متوقعاً وفق الأعراف الدبلوماسية.
تطرق التحليل إلى مخرجات الاجتماع التي تمحورت حول محورين أساسيين: ضرورة تحقيق الاستقرار في سوريا، ومواجهة خطر التنظيمات الإرهابية المتمثلة في داعش والميليشيات المسلحة. وأشار إلى أن هذه القضايا أصبحت متشابكة بشكل معقد مع تطورات الأوضاع في السويداء والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
في معرض المقارنة بين الرؤيتين الأمريكية والإسرائيلية، لفت دخل الله إلى أن الوثيقة الأمريكية التي قدمت لمجلس الأمن في أكتوبر الماضي أكدت على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولة كاملة السيادة. هذه الرؤية تتعارض جوهرياً مع المشروع الإسرائيلي الذي يسعى للتوسع من النهر إلى البحر.
أما فيما يخص قضية الجولان المحتل، فقد استعرض دخل الله القرار الأممي رقم 497 الذي يؤكد سورية الأرض، معتبراً أن عدم تنفيذه يعود لغياب الإرادة السياسية وليس لنقص في الأدوات القانونية. وشدد على أن استعادة الحقوق تحتاج إلى توظيف الذكاء السياسي والضغط الشعبي كما حدث في تجارب دولية سابقة.
اختتم التحليل بالتأكيد على أن سوريا تحتل موقعاً جيوسياسياً بالغ الأهمية في قلب العالم، مما يجعلها محط أنظار القوى الدولية. وأوضح أن الخروج من الأزمة الراهنة يتطلب فهماً دقيقاً لهذه التحولات الدولية، واستغلال التناقضات بين القوى الكبرى لخدمة المصالح الوطنية السورية.