برعاية محافظة اللاذقية، احتضنت حديقة العروبة فعالية “بيت بيوت” الثقافية التي جمعت سبع محافظات سورية تحت سقف واحد. هذه الفعالية لم تكن مجرد كرنفال عابر، بل مساحة حيّة للتعريف بالتراث المتنوع، وتبادل الخبرات بين المشاركين، وإبراز الهوية السورية الجامعة التي تنبض بالحياة رغم التحديات.
قدّمت كل محافظة مشاركة جناحاً خاصاً بها، تزيّن بعناصر تراثية من أزياء، أطعمة، وأعمال يدوية. هذه الأركان لم تكن مجرد عرض للزوار، بل وسيلة للتعريف بتاريخ كل منطقة وما يميزها من عادات وتقاليد، في مشهدٍ جسّد وحدة التنوع السوري.
الفعالية خصصت مساحات للأطفال من خلال ورشات فنية وتعليمية، حيث تفاعل الصغار مع المسرحيات والأنشطة اليدوية. هذه البرامج الهادفة تركت أثراً عميقاً في نفوسهم، إذ تعلّموا قيم التعاون، وتعرّفوا إلى ألوان مختلفة من الثقافة السورية بطرق ممتعة وبسيطة.
بدعم من منظمات إنسانية وثقافية، جاء هذا المهرجان ليؤكد أن الثقافة قادرة على ردم الهوة بين المجتمعات المحلية. إذ وفّر “بيت بيوت” مساحة حوار مفتوحة بين المشاركين، وساهم في تقوية الروابط بين أبناء المحافظات المختلفة عبر الفن والموسيقى والفرح المشترك.
تكتسب هذه الفعاليات أهمية مضاعفة في ظل الظروف التي تمر بها سوريا. فهي لا تعيد فقط إحياء التراث الشعبي، بل تفتح المجال لبناء جسور جديدة من التفاهم. الثقافة هنا تتحول من نشاط ترفيهي إلى مشروع وطني يعزز الانتماء المشترك، ويرسّخ قيم التعايش والسلام.
فعالية “بيت بيوت” في اللاذقية جسّدت المعنى الحقيقي للثقافة كقوة جامعة. من خلال التنوع التراثي والفني الذي عُرض، ومن خلال مشاركة الأطفال والشباب، أثبتت أن الفرح يمكن أن يكون رسالة، وأن الهوية السورية، رغم اختلاف مكوّناتها، قادرة على الاندماج في لوحة واحدة. مثل هذه المهرجانات ليست مجرد احتفال، بل خطوة نحو ترسيخ التماسك المجتمعي وتعزيز الأمل بمستقبل يليق بتنوع سوريا وثرائها الحضاري.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info