أكد عضو مجلس الشعب السابق الأستاذ مهند الحاج علي في لقاء مع شام نيوز إنفو تعليقاً على الانفتاح العربي على سورية وزيارة وزير خارجية البحرين إلى دمشق، أن جميع الدول المؤيدة والمناهضة لسورية تهتم بالوضع فيها لأن لهذه الدول أجندات سلبية كالولايات المتحدة والدول الحليفة لها وأجندات إيجابية إذا كانت داعمة لسورية كروسيا والصين وإيران. وشدد الحاج علي على أن لسورية موقع جيوسياسي لايمكن تجاهله.. فمثلا روسيا والصين تدعمان سورية في محاربة الإرهاب لأنها أدركت ان هذا الإرهاب هو دولي وعابر للحدود والقارات مشيرا إلى الهجوم الإرهابي الذي ضرب المجمع التجاري في العاصمة موسكو قبل أسابيع وتمكنت قوات الأمن الروسية القبض على منفذي الهجوم .. كما أكد أن إيران تعتبر أن سورية هي العمود الأساسي لخيمة المقاومة في المنطقة والخيمة طبعا لايمكن أن تبقى بدون عمودها الأساسي …
وقال الحاج علي أننا في سورية لا نبحث عن الثأر ولا عن الانتقام، فماذا يفيد الشعب السوري الانتقام من صانعي العدوان على سورية وهم أصلاً تغيروا وذهبوا …وبقي الشعب السوري.
وسورية لم تتنازل عن شروطها ومبادءها حيث كان المطلوب عام 2003 بعد زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول من سوريا التخلي عن المقاومة في لبنان والتخلي عن إيران والتعاون مع الغرب. لكن بعد 13 سنة من الحرب نحن علاقاتنا مع إيران أقوى ومع حزب الله أقوى والمقاومة الفلسطينية في الداخل تشكر الجيش السوري ليلاً نهاراً.
ونوه الحاج علي بأهمية طريق الحرير الذي تبنيه الصين وتعمل على تنفيذه وقال هذا الطريق طريق الحرير أحد فروعه يبدأ من بكين وينتهي في ميناء طرطوس وهذا كان دفعنا لتكبير وتعميق الميناء كي يتحمل الحمولات الكبيرة التي من الممكن أن تصله وهذا ينعش الاقتصاد. وأكد الحاج علي على أن الحرب والسياسة تُبنى على الاقتصاد حتى الحرب العالمية الأولى والثانية إذا عدنا لأسبابها الأساسية هي الاقتصاد وبسط السيطرة والنفوذ وأنا أضعهما في نفس الخانة لذلك المشروع الذي أطلقته الصين وهو مشروع طريق الحرير أو الحزام والطريق خطير جداً ويعزل الولايات المتحدة الأمريكية ويجعلها جزيرة في البحر.
ويوجد خط آخر بدأت به روسيا وهو خط المحيط المتجمد الشمالي وبدأت تنتج كاسحات للجليد تعمل بالطاقة النووية ويقرب المسافة ما يقارب ٤٠ بالمئة مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح أو حتى طريق قناة السويس وبالتالي نقل البضائع من أكبر المنتجين كالهند والصين إلى أوروبا أصبح عن طريق طرق برية وروسية لا تمر بمناطق سيطرة النفوذ الأمريكي وبالتالي أدركت أميركا خطورة هذا الموضوع وبأنها ستصبح ليس رقم واحد في الاقتصاد العالمي وبالتالي هي تحارب الدول التي يمر منها هذا الطريق.
وأشار إلى ان كل الخيارات لاستهداف سورية فشلت ولم يبقى سوى أمر واحد فقط وهو أنا اليوم كدولة عظمى أمامي أحد خيارين إذا لم أكن قادرا على احتلال هذا البلد بسبب صموده فالأفضل أن أتعامل معه وهذا ما يُسمى سياسة الاحتواء فأجعل بعض الدول العربية تعمل وفق شروط معينة وهذه الدول تقبلت ذلك وخاصة الحدودية مع سوريا وأدركت موقع سوريا الجيواقتصادي وأنه لا يمكنها تجاهل سوريا. نحنُ يمكن أن نتجاهل أمريكا لأنها بعيده ولكن كيف يمكن لدول الجوار كالأردن والعراق ولبنان وتركيا أن تتجاهل سورية وكل البضائع تمرعبرها ..وأشار الى أن الدول العربية أدركت انه لايمكن المضي في سياساتها ولا بد من احترام خيار الشعب السوري ولهذا إعادة العلاقات مع سورية ودعتها لحضور القمة العربية المقرر عقدها في السادس عشر من الشهر الجاري في المنامة.