في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتصاعد العنف الإسرائيلي، يتزايد الضغط على الأطراف الدولية للتدخل ووقف المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق، أكد الخبير العسكري اللواء سليم حربا في حديثه لـ”شام نيوز إنفو” أن وقف العدوان على غزة أصبح مطلبًا دوليًا وإنسانيًا، حيث أنه لم يعد مجرد مطلب فلسطيني، بل أصبح مطلبًا لجميع الأطراف.
وأشار حربا إلى أن جبهات الاسناد التي استهدفت أكثر من 4000 هدف إسرائيلي، جعلت إسرائيل تعيش في حالة من الرعب والهلع، حيث لم تعد تستطيع التحكم بمواقفها العسكرية والسياسية بشكل فعّال. وأضاف أن المجازر الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وعن دمار هائل في البنى التحتية والمؤسسات الحيوية في القطاع.
من خلال هذه المعركة، أصبحت المقاومة الفلسطينية أكثر قوة وشعبية، حيث استطاعت تحقيق انتصارات كبيرة على الصعيدين العسكري والسياسي. ولقد قامت المقاومة بالموافقة على وقف إطلاق النار في محاولة لإظهار حسن النية والاستعداد للسلام، وهو ما نفاه الإعلام الغربي والأمريكي الذي حاول تشويه صورة المقاومة وتصويرها كعائق أمام التسوية السلمية.
في الوقت نفسه، أكد حربا على أن الأهداف الأمريكية والإسرائيلية متطابقة، حيث تسعى كلا الجانبين إلى تحقيق مصالحهما السياسية والاقتصادية على حساب الشعب الفلسطيني. ورأى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح عبئًا على الأمن القومي لإسرائيل، وعلى السياسة الخارجية الأمريكية، وعلى الداخل الأمريكي من خلال التظاهرات التي تشهدها الجامعات الأمريكية.
بهذه المعطيات، فإن المعركة في غزة لم تكن مجرد صراع بين القوة العسكرية والضعف، بل كانت تحولًا في السياسة الإقليمية والدولية، حيث بدأت الأصوات العالمية تنادي بوقف العدوان وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني المظلوم. ومع استمرار المقاومة وتصاعد شعبيتها، يبدو أن إسرائيل تواجه أزمة جديدة لم تكن تتوقعها، وهو ما قد يغير مجرى التاريخ في هذه المنطقة المضطربة.