في حوار معه حول نتائج القمة العربية المنعقدة في البحرين قال الباحث الدكتور بسام أبو عبد الله لصحيفة الثورة غلسورية إن المواطنين العرب اعتادوا متابعة أنباء القمة العربية دون آمال كبيرة معقودة ، لكن لاشك أن هناك أحداثاً كبرى بدأت تفرض نفسها بقوة على أجندة الزعماء العرب باختلاف الاتجاهات السياسية والرؤى منها موضوع غزة الذي أصبح موضوعاً عالمياً لا يمكن غض النظر عنه خاصة أن ما يجري إبادة جماعية.
وأكد أبو عبد الله أنه إذا استطاع البيان الختامي للقمة أن يشير إلى الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني فهذه عبارة مهمة جداً لأنها تدعم الجهود الدولية لإدانة الكيان الصهيوني التي تمارس خاصة وأن هناك موقفاً دولياً واضحاً جداً وتوجهاً عالمياً وإنسانياً لإدانة كيان الاحتلال وما يرتكبه في قطاع غزة.
ونوه الدكتور أبو عبد الله أن موضوع القضية الفلسطينية سيكون على رأس أجندة القمة، مشيراً إلى أن المهم واللافت – وهذا مهم جداً – أن ما جرى من اجتماعات تحضيرية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي كان جيداً وإذا استطاعت الدول العربية أن تتفادى الخلافات السياسية باتجاه تأسيس منظومة اقتصادية تعاونية تقوم على التكامل والمصالح المشتركة فأعتقد أنها ستكون خطوة مهمة.
وأضاف: هناك نقاش جرى في منطقة التجارة الحرة العربية والاتحاد الجمركي قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي وما يتعلق بالأمن الغذائي العربي أيضاً وأعتقد أن هذه القضايا مهمة جداً وإستراتيجية خاصة وأن التنافس يتم بين دول العالم فيما يتعلق بالاقتصاد والأمن الغذائي والتنمية وفرص العمل والتنافس التكنولوجي.
وأكد أبو عبد الله أنه إذا جرى التركيز عليها أكثر من التركيز على الخلافات السياسية فهذا يعني أن الدول العربية قادرة على أن تجد لنفسها موطئ قدم في ظل التحولات العالمية الكبرى الجارية.
وفيما يتعلق بالملف السوري أشار أبو عبد الله إلى أن الأمور تسير بهدوء وببطء وهناك تحسن واضح على الصعيد الثنائي والعربي وهناك على ما يبدو عمل يتم دون ضجيج إعلامي وهذا يحتاج إلى المزيد من الصبر.
وعبر أبو عبد الله عن التفاؤل الحذر من النتائج التي ستخرج بها القمة وقال: لكن يجب أن نكون واقعيين فلا يمكن لقمة أن تحل المشاكل الهائلة في الدول العربية بدءاً من اليمن باتجاه السودان وليبيا ولبنان وسورية وفلسطين، فالواقع العربي سيئ جداً والواقع العربي فيه تحديات هائلة ولكن أعتقد أنه لابد من البدء من التنمية والاقتصاد لأنهما العنوانان الرئيسيان الذي يمكن للدول العربية أن تنطلق منهما بعيدًا عن الخلافات السياسية.
ونوه الباحث أبو عبد الله أنه لكل دولة عربية سيادتها وحريتها في اتخاذ مواقفها السياسية ولكن على الأقل لابد أن تنطلق من قواسم مشتركة والاقتصاد قد يكون القاسم المشترك لأن فيه مصالح وفيه منفعة مشتركة لكل الدول العربية وما هو متوقع قد يكون ما جرى الحديث عنه في البيان الختامي وما ناقشه وزراء الخارجية العرب وهناك ملفات كثيرة ستعرض على القمة وتمت الموافقة عليها لاسيما ما يتعلق بالجولان العربي السوري المحتل وما يتعلق بالوضع السياسي في سورية وما يتعلق بقضية فلسطين والسودان وليبيا واليمن.
وأشار إلى أن المواقف العربية أصبحت أكثر وضوحاً لكن أعود وأقول إذا انطلقنا من الاقتصاد فقد يكون هناك بداية صحيحة دائماً.