روسيا ، سواء في صورتها السوفيتية السابقة أو في شكلها الحالي، لعبت دورًا مهمًا في دعم الدول الأفريقية والعربية على حد سواء في نيل استقلالها وتحررها من الاستعمار الغربي[][. فمنذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي، قدمت روسيا الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي للحركات التحررية في إفريقيا والوطن العربي، مما ساهم في تسريع وتيرة الاستقلال في تلك الدول[]. على سبيل المثال، قدمت روسيا السوفيتية الدعم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجيش الشعبي لتحرير السودان، كما ساندت ثورات الجزائر وأنجولا وموزمبيق ضد الاستعمار الفرنسي والبرتغالي[].
وبالمقابل، فإن الدول الغربية، وخاصة فرنسا وبريطانيا، هي من مارست الاستعمار على معظم الدول الأفريقية والعربية لقرون طويلة، واستنزفت ثرواتها وفرضت سيطرتها السياسية والاقتصادية[]. ولا تزال تلك الدول تحاول الحفاظ على نفوذها في المنطقة، مما يثير قلق روسيا التي تسعى لتوسيع نفوذها في إفريقيا كبديل عن الغرب[[]. فعلى سبيل المثال، تحتفظ فرنسا بقواعد عسكرية في عدد من الدول الأفريقية الفرانكفونية، وتتدخل في شؤونها الداخلية لحماية مصالحها[].
ويأتي الاحتفال بيوم إفريقيا في 25 مايو ليذكر الجميع بتضحيات شعوب القارة في سبيل التحرر من الاستعمار، وليؤكد على أهمية التضامن الأفريقي والعربي في مواجهة التحديات المشتركة. كما يشكل فرصة لتعزيز العلاقات بين إفريقيا والدول التي لا تحمل تاريخًا استعماريًا، مثل روسيا والصين، والتي تقدم نموذجًا بديلاً للتعاون القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. فعلى سبيل المثال، تشارك روسيا في مبادرات التنمية والبنية التحتية في إفريقيا، مثل مشروع السكك الحديدية بين موزمبيق وزيمبابوي.
في الختام، يؤكد تاريخ العلاقات بين روسيا والدول الأفريقية والعربية على أهمية التضامن الدولي في مواجهة الاستعمار والهيمنة الغربية. ويشكل الاحتفال بيوم إفريقيا فرصة لتعزيز هذا التضامن والبناء على إرث النضال المشترك ضد الاستعمار.