في حوار مع شبكة شام نيوز إنفو، يقدم الدكتور حسن حميد، الكاتب والأديب الفلسطيني، تحليلاً للوضع في غزة، مسلطًا الضوء على البعد الدولي والإقليمي للأحداث. يتهم حميد بشكل صريح أمريكا وأوروبا بمباركة الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن التظاهرات والاجتماعات الدولية ليست إلا واجهات لمواقف لا تؤثر على الواقع.
يرى حميد أن المدة التي أعطتها الولايات المتحدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء حربه على غزة كانت سرية، لكنها لم تتجاوز أسبوعين في البداية. ومع مرور ثمانية أشهر، لم يحقق نتنياهو أهدافه، مما أثار قلق إدارة بايدن على إسرائيل. هذا القلق الأمريكي انعكس في زيارات متكررة لمسؤولين أمريكيين إلى إسرائيل بعد عملية “طوفان الأقصى”، والتي تسببت في دمار واسع النطاق في غزة.
يعتبر حميد أن المقترح الأمريكي لا يختلف عن مطالب نتنياهو، بل جاء نتيجة خوف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إسرائيل. ويستشهد بخطاب بايدن في ولاية ميشيغان، حيث يوجد تواجد كبير للجالية العربية، مشيرًا إلى أن بايدن يسعى لتحسين صورته كمنقذ للسلام في الشرق الأوسط.
الأستاذ غسان محمد، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، يضيف أن المقترح الأمريكي هو في الواقع مقترح إسرائيلي قدمه نتنياهو، وأنه يعتمد على “الغموض الإيجابي” بتجاهل الكثير من القضايا لتجنب فشل الخطة. ويشير إلى أن نتنياهو حصل على ضمانات من شخصيات إسرائيلية بارزة للبقاء في السلطة حتى في حال انسحاب بعض الشركاء المتطرفين من حكومته.
يتحدث حميد عن حالة الانقسام والخلافات الكبيرة داخل إسرائيل، حيث أصبحت القضايا التي كانت هامشية سابقًا بارزة الآن. يتساءل الكثيرون في إسرائيل عن عدم خدمة المتدينين المتطرفين في الجيش، ما يزيد من حدة الخلافات ويثير تساؤلات حول استدامة هذا الوضع في ظل التهديدات الوجودية التي تواجهها إسرائيل.
يأتي هذا التحليل في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جيوسياسية معقدة. يظهر أن الدور الأمريكي والأوروبي في دعم إسرائيل مستمر رغم الانتقادات الدولية. يشير حميد إلى أن هذا الدعم لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يمتد إلى الجوانب السياسية والدبلوماسية، حيث تحاول الولايات المتحدة تقديم نفسها كوسيط للسلام بينما تدعم فعليًا السياسات الإسرائيلية.