في حوار مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، قدم المحلل السياسي وعضو مجلس الشعب السوري خالد العبود تحليلاً حول حادثة إصابة صاروخ أمريكي لمستشفى في كييف، وتأثيراتها السياسية والانتخابية على الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن.
استهل العبود حديثه بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة تضع دائماً العصي في عجلات المبادرات التي يقدمها الطرف الآخر، لأنها ترى في قبول أي مبادرة نوعاً من الهزيمة. وأوضح أن هذا النهج ينطبق على مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخير، الذي رفضته الولايات المتحدة أو تجاهلته، لكن دفعت بجهة أخرى، مثل رئيس الوزراء الهنغاري، للتباحث فيه مع الروس.
وأوضح العبود أن قبول جو بايدن للمبادرة الروسية قد يضر بفرصه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. لذلك طلب بايدن التريث إلى ما بعد الانتخابات، لتجنب تبعات الموافقة عليها الآن. وأكد العبود أن روسيا تقدم مبادرتها في توقيت تستغله كلحظة ضعف لبايدن، بهدف إلحاق الهزيمة به بطرق غير مباشرة.
في هذا السياق، شدد العبود على أن الولايات المتحدة تفضل التصعيد في هذه المرحلة، حيث تستمر في تزويد أوكرانيا بالأسلحة دون اعتبار لنتائج استخدامها أو مخاطر استخدامها الخاطئ. وأشار إلى حادثة إصابة صاروخ أمريكي من نوع باتريوت لمستشفى في كييف، مما أسفر عن مقتل مدنيين أوكرانيين، موضحاً أن هذا الحادث يخدم بايدن انتخابياً، لأنه يظهر دعمه لأوكرانيا ويشدد موقفه ضد روسيا بزعمه أن المشفى أصابته روسيا.
أضاف العبود أن الرئيس السابق دونالد ترامب يستغل هذه الحوادث لانتقاد إدارة بايدن، محملاً إياها المسؤولية عن الأخطاء الأمريكية في أوكرانيا. وأوضح أن قبول بايدن لأي مبادرة روسية قد يستخدمه ترامب ضده في الانتخابات، مما يجعل الإدارة الأمريكية تتبنى قراءتين للموقف: قراءة سياسية تناسب المرحلة الانتخابية وقراءة موضوعية تتعلق بالعلاقات الدولية.
وأشار العبود إلى أن هناك رسائل إعلامية وسياسية موجهة للجمهور الأمريكي الداخلي، بينما الرسائل الخفية موجهة للروس، مفادها أن الولايات المتحدة قد تكون مستعدة لمناقشة المبادرة بعد الانتخابات. وتحدث العبود عن الخلافات داخل حلف الناتو، مؤكداً أن الغرب لا يستطيع خوض معركة بلا سقف زمني، مشيراً إلى تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة وتحركات بعض الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة.
حادثة إصابة الصاروخ الأمريكي لمستشفى في كييف ليست مجرد خطأ عسكري، بل تعكس تعقيدات السياسة الدولية وتداخل المصالح الانتخابية والاستراتيجية. وبينما تسعى الولايات المتحدة لتقديم نفسها كحليف قوي لأوكرانيا، تواجه تحديات داخلية وخارجية تجعل من الصعب اتخاذ قرارات حاسمة دون حساب كل الاحتمالات والتداعيات الممكنة.