إعلان العقد القادم 2025-2035 عقد التنمية المستدامة في سورية والتأكيد على إعداد الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، وتطوير المنظومة التشريعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في سورية هي احد ابرز التوصيات التي أوصى بها المشاركون في ختام المؤتمر العلمي الدولي الثالث الذي نظمه المعهد العالي للتخطيط الإقليمي على مدى يومين في جامعة دمشق.
وتحت عنوان “دور التخطيط الإقليمي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمن تطبيقات الذكاء الاصطناعي“ دعا المشاركون في المؤتمر الذي نظمه المعهد إلى تطوير المنظومة التشريعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في سورية واعتماد الدليل الوطني لمؤشرات التنمية كمرجعية لتنفيذ خطط البناء والتنمية في مرحلتي الإعمار وإعادة الإعمار وإعطاء الأولوية لاحتياجات كل منطقة بما يتصل بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
كما دعا المشاركون إلى العمل على تعزيز دور الحوكمة الإلكترونية في تنفيذ خطط التنمية المستدامة وخوارزميات الذكاء الصنعي لتعزيز الأمن الغذائي والأمن المائي ، وتعزيز صناعة السياحة البيئية المستدامة في سورية واعتماد اللوجستيات الذكية
للحد من التدهور البيئي شدد المشاركون على ضرورة استخدام الأساليب المناسبة لمناهج تحديد الأثر البيئي “مصفوفة ليلويولد” وضرورة تعزيز دور خوارزميات الذكاء الصنعي في الشبكات السياحية في المناطق الريفية وتحليل البيانات الضخمة لفهم احتياجات وتوجهات السياح وتوفير تجارب سياحية تفاعلية والانتقال إلى استراتيجيات الاستدامة الخضراء في تخطيط النقل المرتبط بالشكل الحضري ضمن المدن الكبرى
وتضمنت التوصيات أيضاً أهمية تمويل مشاريع صديقة للبيئة ذات أثر اجتماعي إيجابي وتحفيز الحكومات والهيئات الدولية على تعزيز التكامل الرقمي والتكنولوجي في القطاعات الحيوية لتحسين فعالية خدمات تبني التكنولوجيا النظيفة والمستدامة ودعم للحفاظ على التوازن بين التقدم التكنولوجي وحماية البيئة، ودعم إنشاء وحدات متخصصة داخل الحكومات المحلية والإقليمية لتعزيز كفاءة إدارة الموارد المالية.
وأشار المشاركون إلى أهمية اختيار النهج الصحيح الداعم للطرق الجيوفيزيائية لتحديد مواقع حصاد المياه والذي يوفر الوقت والجهد في عملية البحث عن هذه المواقع و تطبيق الإدارة الذكية لأصول الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتحليل البيانات في إدارة الموارد المائية، سواء كانت أصول غير مادية مثل الموارد البشرية والبيانات والبرمجيات، أو مادية مثل البنية التحتية والأنابيب والخزانات ومحطات المعالجة وأجهزة القياس الرقمية والآلية لما لهذه التقنيات من أهمية في الاستخدام الفعال للمعدات والصيانة الاستباقية والمراقبة في الوقت الفعلي واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات.
ولفت المشاركون إلى تبني نموذج الشبكات العصبونية الاصطناعية /إن إن أ / في قطاعي الهيدرولوجيا والهيدروجيولوجيا لتعزيز الإدارة المستدامة للموارد المائية والتنبؤ بسلوكها وتحفيز الحكومات والهيئات الدولية على تعزيز التكامل الرقمي والتكنولوجي في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والزراعة لتحسين فعالية الخدمات ودعم وتبني التكنولوجيا النظيفة والمستدامة للحفاظ على التوازن بين التقدم التكنولوجي وحماية البيئة.
كما أشار المشاركون إلى تعزيز جهود حماية الأمان السيبراني لضمان سلامة البيانات والمعلومات الحيوية، وتعزيز التعاون وتشجيع الشراكات بين مختلف أصحاب المصلحة لتمويل وتنفيذ المشاريع الإقليمية المستدامة وتطبيق أدوات الذكاء الصناعي للتخفيف من آثار تغير المناخ.
ومن خلال التعاون مع المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المحلي، أكد المشاركون على ضرورة تطوير نظام شامل لجمع وتوثيق المعلومات والبيانات المتعلقة بالتراث الثقافي المادي واللامادي في سورية، واعتماد استراتيجيات مبنية على الـ “جي آي إس” لإدارة الكوارث والعمل على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المرافق والخدمات في المدن السورية وكذلك في المدن المنكوبة وتزويدها بالمعدات الجديدة.
تضمن المؤتمر 86 بحثاً محكماً من قبل لجان تحكيم مؤلفة من أساتذة محليين ودوليين، ورافقه معرض لمخرجات المعهد بطريقة البانوراما، ومعرض للجهات الأكاديمية المشاركة في المؤتمر.
استمر المؤتمر لمدة يومين، حيث تخلل الجلسة الختامية تكريم الباحثين المشاركين والفرق الشبابية المشاركة والجهات الراعية.
رولا أحمد _دمشق _أخبار الشام