في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو، تناول الأستاذ مهند حاج علي، العضو السابق بمجلس الشعب، جوانب هامة من الوضع الراهن في غزة، على هواء إذاعة ميلودي إف إم. حاج علي أشار إلى أن الإسرائيليين والأمريكيين لم يتوقعوا الهزيمة النكراء التي لحقت بهم على أيدي مقاومين ضمن مساحة جغرافية صغيرة كغزة، مؤكدا أن استمرار جبهات الإسناد من لبنان وسوريا واليمن وإيران أرسل رسائل واضحة لأمريكا أن الحرب المقبلة لن تكون سهلة.
أوضح حاج علي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي اعتاد على حروب البرق القصيرة، يواجه اليوم تحديات جديدة في حرب طويلة الأمد، حيث لا تستطيع إسرائيل تحمل استمرار الحرب لنفس طويل. نتنياهو، وفقًا لمعلومات حاج علي، يتلقى دعما من اللجنة الانتخابية لترامب التي طلبت منه الاستمرار في حالة الاستنزاف أو الحرب حتى إغلاق صناديق الاقتراع الأمريكية. هذه الخطوة تهدف إلى إبقاء الوضع متأزما لصالح حملة ترامب الانتخابية.
التأثير السياسي والعسكري للمقاومة الفلسطينية كان واضحا، حيث أكد حاج علي أن المقاومة هي التي تستنزف الكيان الإسرائيلي سياسيا وعسكريا ومعنويا. وأضاف أن ضعف إسرائيل يتجلى في هذه المواجهات، وأن نتنياهو يجد نفسه مجبرا على الانتظار حتى نجاح ترامب في الانتخابات الأمريكية، نظرًا لانعدام الخيارات الأخرى المتاحة أمامه.
كما أشار حاج علي إلى شروط حزبي اليهودية الصهيونية، سموتريتش وبن جفير، التي وُضعت أمام نتنياهو لأي صفقة مقبلة، مما يزيد من تعقيد الوضع. أحد هذه الشروط يشمل تحرير جميع الأسرى دفعة واحدة، مما يعكس تزايد الضغوط على نتنياهو داخليا.
من جهة أخرى، بين حاج علي أن المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في خان يونس وغيرها هي جزء من رد فعل غير واع، نتيجة للمعلومات الاستخباراتية حول وجود قيادات المقاومة في تلك المواقع. وأضاف أن هذه العمليات تعكس العبء الداخلي الكبير على الحكومة الإسرائيلية أكثر من كونه عبءا على الجبهة.
في السياق الأمريكي، أشار حاج علي إلى أن المفاوضات مغلقة حاليا، وأن المقاومة الفلسطينية قررت بعد المجازر الأخيرة إغلاق مسار المفاوضات. كما أشار إلى تأثير العوامل الاقتصادية على الوضع الإسرائيلي، مثل إفلاس ميناء إيلات وعدم قدرته على دفع رواتب موظفيه، نتيجة التهديدات من المقاومة اليمنية.
فيما يتعلق بخرق اتفاقية كامب ديفيد، أشار حاج علي إلى أن تصريحات نتنياهو بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا تمثل خرقا واضحًا للاتفاقية مع مصر، مما يضع الجانبين المصري والإسرائيلي في موقف معقد.
ختاما، شدد حاج علي على أن الصمود الفلسطيني هو السلاح الأمضى في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وأن المقاومة هي فعل عسكري ناتج عن التفاف القاعدة الشعبية حولها. وأكد أن مستقبل المنطقة يعتمد بشكل كبير على نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة، حيث يعتقد أن نجاح ترامب سيؤدي إلى تغييرات جوهرية في المشهد السياسي والعسكري في غزة والشرق الأوسط.