في حديثه لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، أكد اللواء الدكتور حسن حسن أن قرار الكنيست بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والذي أُعلن من منبر الكونغرس، يعزز فكرة استمرار الحرب. النائب ساندرز لفت الانتباه إلى أن نتنياهو يواجه مشكلات داخلية في إسرائيل، وجاء إلى الكونغرس ليقود حملة انتخابية، محاولاً تعزيز موقفه من خلال مهاجمة جزء من الشعب الأمريكي الذين احتجوا أمام الكونغرس على جرائمه، واصفين إياه بالقاتل.
الدكتور حسن أشار إلى الشروخ العميقة في الداخل الأمريكي، سواء بين الثقافات أو بين الأجيال، بينما أظهر أطفال وشباب غزة قدرة على تغيير الرأي العام، حيث خرج طلاب أكثر من أربعمائة جامعة للاحتجاج على جرائم إسرائيل. هذا التحول يعكس واقعًا جديدا يشير إلى تحرك عالمي ضد الصهيونية التي تسيطر على الإعلام والبحث العلمي والقطاع المالي.
وفي ظل هذا الوضع، أكد الدكتور حسن أن لا فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة فيما يخص دعمهم لإسرائيل، حيث يتسابق الطرفان لخدمة الكيان الإسرائيلي، وكل ذلك يتداعى أمام الحقائق التي تبرز من صمود الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة. استمرار الأحادية القطبية يعني انتحارًا للعالم، ولذلك هناك حاجة لوجود قطب مكافئ مثل الصين وروسيا اللتين يمكنهما معًا التأثير على النظام الدولي.
إذا انتصرت إسرائيل (لا سمح الله)، ستظل الولايات المتحدة مهيمنة على العالم، أما إذا لم تتمكن إسرائيل من الانتصار، فسيكون ذلك بداية لانهيار القطبية الأحادية. إسرائيل، ككيان وظيفي، تتحول من ضرورة استراتيجية إلى عبء استراتيجي مع مرور الوقت. وأكد الدكتور حسن أن صمود غزة يفرض على الإعلام تناول الاشتباكات من نقطة الصفر، مما يجعل من انتفاضة شاملة في الضفة الغربية احتمالاً وارداً، وهو ما قد يدفع الأمريكيين لإعادة النظر في اتفاقيات أوسلو.
من جانبه، أشار الدكتور حسن إلى أن السياسة مليئة بالمتناقضات وأن نتنياهو لن يمتنع عن التصعيد إلا إذا كان عاجزا، وهو ما يظهر من خلال طلباته المتكررة من أمريكا بتزويد كيانه بالأسلحة. زيارة نتنياهو إلى واشنطن وخطابه في الكونغرس، الذي صاحبه تصفيق حاد، يعتبر جزءًا من الحرب على الوعي المجتمعي العالمي. هذه الزيارة كانت رسالة موجهة إلى الداخلين الأمريكي والإسرائيلي لترميم نقاط الضعف القاتلة التي يعانيان منها.
وفي ختام حديثه، سخر الدكتور حسن من طلب نتنياهو المزيد من الأسلحة، مؤكداً أن إسرائيل فشلت في استخدام الترسانة الضخمة التي تمتلكها، مشيراً إلى أن هذا الفشل يعتبر رسالة قوية إلى دافعي الضرائب الأمريكيين، بأن هزيمة إسرائيل هي هزيمة لأمريكا.