في حديث لشبكة شام نيوز إنفو على هواء ميلودي إف إم ، ناقش مهند الحاج علي مواقف جمهور المقاومة وتوقعاتهم حول الرد القادم على عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات بارزة. أكد الحاج علي أن جمهور المقاومة وقيادتها يعلمون يقيناً أن الرد قادم لا محالة، فالتصريحات الصادرة عن قادة المقاومة قابلة للتنفيذ، وقد وضعت الأطراف المختلفة في محور المقاومة خططاً للرد على هذه الاغتيالات.
أوضح الحاج علي أن العدو يسعى من خلال عمليات الاغتيال إلى رسم صورة توحي بقدرته على الوصول إلى أي مكان، محاولاً كسر قواعد الاشتباك القديمة. منذ عام 2006 لم تستهدف الضاحية الجنوبية في بيروت بهذا الشكل، مما يتطلب تثبيت قواعد اشتباك جديدة. في هذا السياق، صرح السيد حسن نصر الله بأن استهداف الضاحية الجنوبية سيكون له مقابل، في إشارة إلى استهداف تل أبيب.
وحول طبيعة الرد الإيراني المرتقب، أشار الحاج علي إلى أن القيادة العسكرية الإيرانية تدرس الرد من جميع الجوانب السياسية والعسكرية. فعلى الرغم من أن الغضب موجود، إلا أن الحكمة تستدعي عدم تقديم حرب إقليمية للعدو على طبق من ذهب. فإيران تحدثت عن رد مؤلم، مما يشير إلى أن هناك دراسة دقيقة لبنك الأهداف المحتملة.
ورغم أن استهداف القيادي إسماعيل هنية قد تم بواسطة قذيفة متوسطة المدى أو صاروخ مضاد للدروع، أكد الحاج علي أن الرد الإيراني لا يتعلق بالخرق الأمني الحاصل بل يتعداه إلى أهداف أكبر. فتصريحات قادة المقاومة الإعلامية تلعب دوراً في تحقيق الرد، إذ أن حالة الانتظار والاستنفار تكلف العدو مبالغ طائلة يومياً وتؤثر على معنويات السكان في المستوطنات الشمالية.
وفي ضوء التحولات الأخيرة بعد عودة نتنياهو من واشنطن، أكد الحاج علي أن نتنياهو اتفق مع الجمهوريين في الولايات المتحدة لاستمرار الحرب، مما يخدم مصالح ترامب في الانتخابات. هذا التعاون يضع نتنياهو في موقف يضمن الدعم الأمريكي في حال توسعت الحرب، بينما يهدف إلى استعادة قوة الردع الإسرائيلية بعد أن تآكلت.
كما أشار الحاج علي إلى أن محور المقاومة مستعد لمواجهة عمليات الاغتيال بإعداد البدائل المناسبة. فاستهداف القيادي فؤاد شكر بعد 42 عاماً من المكافأة على رأسه يُعد إنجازاً كبيراً للمقاومة التي تستعد دائماً لملء الفراغات القيادية. وأكد أن عمليات الاغتيال الإسرائيلية لم تحقق الأهداف المرجوة، إذ أن الدبابات الإسرائيلية لا تزال تُدمَر والجنود يُقنَصون في قطاع غزة.
إن استراتيجية حرب الاستنزاف التي يعتمدها محور المقاومة تضع العدو في موقف صعب، فتكاليف الاستنفار العالية والإصابات اليومية في صفوف الجنود الإسرائيليين تضعف قدرة العدو على الاستمرار. وفي الوقت نفسه، يركز نتنياهو على استخدام التكنولوجيا المتقدمة لاغتيال القادة، إلا أن هذه السياسة لم تثبت فعاليتها في الميدان.
ختاماً، يشدد الحاج علي على أن الوضع الحالي يتطلب إما مفاوضات لإنهاء الحرب أو استمرار حرب الاستنزاف أو الدخول في حرب مفتوحة. وعلى الرغم من أن نتنياهو يبدو أنه يفضل الحرب المفتوحة، فإن حسابات المقاومة تراهن على استمرار الاستنزاف لتحقيق أهدافها في تحرير فلسطين. هذا التوتر المستمر يخدم أيضاً مصالح الولايات المتحدة في البقاء بالمنطقة، خاصة مع تأثيرات الحرب في أوكرانيا ومشروع الحزام والطريق الصيني.