تحدث الدكتور سليم حربا، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، لشبكة شام نيوز إنفو على هواء إذاعة ميلودي إف إم عن شخصية يحيى السنوار ودوره البارز في قيادة المقاومة الفلسطينية ضمن محور المقاومة. برز السنوار كخيار استراتيجي حاسم ليس فقط لحركة حماس، بل للشعب الفلسطيني بأكمله وللمقاومة الإقليمية كذلك. إن مسيرة السنوار الطويلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي وتجاربه القاسية قد شكلت ملامح قيادته، حيث تمكن من توحيد جهود المقاومة وتوزيع المهام بفعالية على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها غزة تحت الحصار والمجازر.
السنوار، بصفته مهندس عملية “طوفان الأقصى”، قاد المقاومة بفصائلها المختلفة، مجسداً إيمانه العميق بأن القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الإسرائيلي. يرى الدكتور حربا أن السنوار يمثل نقطة التقاء لجميع فصائل المقاومة، حيث يؤمن بأن النهج العسكري هو السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، متجاوزاً بذلك السياسات السابقة التي اعتمدت على التسويات السياسية التي لم تحقق شيئاً ملموساً على مدى عقود.
كما أشار حربا إلى أن السنوار يختلف في نهجه عن قيادات سابقة مثل الشهيد إسماعيل هنية، الذي كان أقرب إلى تركيا وقطر ومشروع الإخوان المسلمين. السنوار، من جانبه، يضع مصلحة المقاومة فوق أي اعتبارات أخرى، ويبتعد عن محاور لا تؤمن بالمقاومة كخيار وحيد ضد الاحتلال.
وفي سياق التحليل للمواقف العربية، أكد حربا أن المواقف العربية تجاه ما يحدث في غزة مترددة، مشيراً إلى أهمية مصر والأردن في المواجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أن هذه المعركة ليست معركة غزة وحدها، بل هي معركة الأمة بأكملها، محذراً من خطورة السماح للاحتلال بتحقيق أي انتصار، لأن ذلك سيشكل تهديداً للجميع في المنطقة.
ختاماً، يرى حربا أن المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت، وربما تكون التحالفات التي ستنتج عن هذه الحرب مختلفة تماماً عما كان متوقعاً، مما يشير إلى تحول كبير في طبيعة الصراع ومستقبل المنطقة.