وجهت مصر اليوم السبت رسالة شديدة اللهجة إلى إثيوبيا عبر بوابة الصومال، مؤكدة أن القاهرة تضع وحدة الصومال ودعمها في هذه المرحلة على رأس أولوياتها.
وتأتي هذه الرسالة بعد يومين من إرسال أديس أبابا سفيرا لها إلى إقليم أرض الصومال الانفصالي في خطوة جدية للاعتراف بها جمهورية منفصلة عن الصومال.
واستقبل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اليوم في القاهرة، نظيره الصومالي حمزة عبدي بري، حيث أكد له دعم مصر الكامل للصومال، وحرصها على دعم وحدته.
وقال مدبولي بحسب بيان لرئاسة مجلس الوزراء المصري: “إن تحقيق وحدة الصومال ودعم أشقائنا الصوماليين في هذه المرحلة أحد أهم أولويات الدولة المصرية، وهو ما ينعكس في الزيارات الرسمية الرفيعة المستوى بين الجانبين على مدار الفترة الماضية.
وتباحث مدبولي وبري حول عدد من الملفات السياسية والاقتصادية بين البلدين، وأكد مدبولي التزام القاهرة وحرصها الكامل على تقديم الدعم اللازم للصومال الشقيق في جميع المجالات.
وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد محموم للتوتر بين الصومال وإثيوبيا بسبب اتفاقية مثيرة للجدل وقعتها أديس أبابا مع الإقليم الانفصالي “صومالي لاند”، ونقل مصر معدات عسكرية مؤخرا إلى مقديشو دعما لها.
وبدأ التوتر مطلع العام الجاري، عندما أقدمت إثيوبيا على توقيع اتفاقية مع إقليم أرض الصومال الانفصالي “صومالي لاند” غير المعترف به دوليا، لتحصل أديس أبابا بموجبه على مساحة من الأرض (20 كيلومتراً) لبناء قاعدة بحرية وميناء على البحر الأحمر، مقابل الاعتراف بأرض الصومال جمهورية مستقلة.
وهنا توجه الصومال إلى القاهرة طالبا الدعم، وزار الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، القاهرة مرتين في الأشهر الأخيرة، ووقع البلدان اتفاقية دفاع مشترك في 14 أغسطس الجاري، بدأ تنفيذها سريعا بنقل القاهرة على متن عدة رحلات جوية، معدات عسكرية إلى مقديشو.
وانتقدت إثيوبيا وأرض الصومال، هذه الخطوة بشدة، وأول أمس، أرسلت أديس أبابا سفيرا لها إلى هرجيسا كترجمة لرفع التمثيل الدبلوماسي في الإقليم إلى المستوى الكامل، في خطوة جدية نحو الاعتراف بها جمهورية مستقلة.
وتستعد للمشاركة بقواتها ضمن بعثة حفظ السلام بالصومال، بجانب إرسال عدد آخر من القوات بموجب اتفاق التعاون الدفاعي بين البلدين الموقع مؤخرا في القاهرة.