في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، سلط الباحث والمحلل السياسي مهند الحاج علي الضوء على الأهداف الخفية وراء العقوبات الأمريكية على وسائل الإعلام الروسية مثل قناة “روسيا اليوم”. وفقاً للحاج علي، فإن الولايات المتحدة تتبنى الكذب والتضليل كاستراتيجية عمل منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، حيث استخدمت خلال الحرب الباردة الإعلام كأداة للتأثير على كل من يعارض سياساتها. ويرى أن هذا الأسلوب ليس جديداً، بل كان موجوداً منذ زمن المستعمرين وحتى الدولة العثمانية، حيث سعت تلك القوى لتجهيل الأجيال العربية للحفاظ على السيطرة الاستعمارية.
أشار الحاج علي إلى أن التضليل الإعلامي كان وسيلة فعالة لتوجيه الرأي العام والتمهيد للاستعمار، حيث تم تصوير المستعمرين كقادة للأمة الإسلامية بدلاً من محتلين. وأوضح أن هذا الأسلوب ما زال مستمراً حتى اليوم، حيث تتحكم القوى الكبرى في وسائل الإعلام وتستخدمها لتشكيل الرأي العام بما يتماشى مع مصالحها. على سبيل المثال، يتم شيطنة كل من يقاوم هذه السياسات ووصفه بالإرهاب، بينما يتم حجب أي معلومات تأتي من الطرف الآخر.
تحدث الحاج علي عن تأثير الإعلام الروسي على الرأي العام في الغرب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تخشى من تأثير شبكة RT على الشارع الأمريكي والأوروبي. ولفت إلى أن وسائل الإعلام الروسية تقدم صورة حقيقية لما يحدث في أوكرانيا، مما يثير تساؤلات بين الجمهور الغربي حول مبررات الحروب التي تخوضها بلدانهم. هذا الوعي المتزايد يجعل الحكومات الغربية أكثر حذراً في السماح لهذه الأصوات بالانتشار.
كما تناول الحاج علي الحرب السيبرانية ودورها في التضليل الإعلامي، حيث أشار إلى أن إسرائيل، على سبيل المثال، تستخدم وحدات متخصصة لتوجيه الرأي العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الحرب النفسية والسيبرانية أصبحت اليوم جزءاً لا يتجزأ من الأدوات التي تستخدمها القوى الكبرى لإضعاف الروح المعنوية للخصوم وإثارة الفتن الداخلية.
كما أكد الحاج علي على أن الدول الكبرى تستهدف التعليم والمثل العليا في المجتمعات المستهدفة لتدميرها من الداخل. وأوضح أن وسائل الإعلام تلعب دوراً كبيراً في ضرب هذه المكونات من خلال نشر الجهل وضرب القدوات المجتمعية. هذه السياسات لا تقتصر فقط على الدول الغربية، بل تمارسها أيضاً دول مثل إسرائيل في إطار حربها النفسية ضد المقاومة.
يظهر حديث الحاج علي أن السيطرة على الإعلام والتضليل ليست مجرد أدوات للدعاية، بل هي استراتيجيات ممنهجة تستخدمها الدول الكبرى لتشكيل الرأي العام العالمي بما يتماشى مع مصالحها الجيوسياسية.