في حوار أجراه الأستاذ أحمد رفعت يوسف، الكاتب والمحلل السياسي مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، أكد أن انتقال المقاومة من حالة الإسناد إلى المواجهة المباشرة مع إسرائيل كان متوقعاً منذ فترة طويلة. يوسف أشار إلى أن هذا الانتقال كان متوقعاً لأسباب عديدة، أهمها أن الحكومة الإسرائيلية تجد نفسها مضطرة للهروب إلى الأمام للتعامل مع التحديات الوجودية التي تواجهها. ويعتقد يوسف أن جبهة الإسناد في الشمال، عن طريق لبنان، تعتبر الأكثر إيلاماً لإسرائيل، وبالتالي كان متوقعاً أن يتم التحول نحو المواجهة المباشرة.
يوسف أضاف أن إسرائيل تعاني من تحديات وجودية غير مسبوقة، وأنها تواجه معضلة تجعلها مجبرة على التصعيد المستمر. إذ إن وقف الحرب يعني الهزيمة، والإقرار بالهزيمة سيؤدي إلى تفجر الأوضاع الداخلية في إسرائيل. ومن هذا المنطلق، يعتقد يوسف أن الحكومة الإسرائيلية تحاول تورط الولايات المتحدة في المواجهة لتجعلها تخوض المعركة نيابة عنها، وهذا ما يفسر محاولاتها لتوسيع نطاق الحرب.
فيما يتعلق بالضربة التي وجهتها إسرائيل للمقاومة، اعتبر يوسف أنها كانت مؤلمة وصعبة، لكنها لا تعكس كل أبعاد المشهد. فهناك العديد من الجوانب التي بدأت تتكشف بعد مرور الوقت، مثل أن قادة المقاومة لم يستخدموا الأجهزة المستهدفة بالضربة. الأهم من ذلك، أن توقيت الضربة كان بسبب اكتشاف خلل في هذه الأجهزة من قبل عناصر حزب الله، مما اضطر إسرائيل للتحرك بسرعة قبل فقدان العملية بالكامل. يوسف يرى أن هذا التصرف سيكلف إسرائيل ثمناً باهظاً.
في سياق آخر، ناقش أحمد يوسف قانونية العملية الإسرائيلية واعتبرها مخالفة للقانون الدولي، مشيراً إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة لا تحترمان القوانين الدولية ولا حقوق الإنسان. أما فيما يتعلق بالهجوم الإرهابي الإسرائيلي، فقد أكد المحلل السياسي والخبير في القانون الدولي نعيم أقبيق أن ما ارتكبته إسرائيل يعد جريمة إرهابية مخالفة للمادة 38 من الملحق الأول للقانون الدولي الإنساني، التي تحظر الغدر باستخدام شارات المنظمات الدولية في العمليات العسكرية.
أقبيق أكد أن استخدام الأجهزة المفخخة التي تم تصنيعها بفرع شركة تايوانية في هنغاريا يعتبر جريمة مبيتة تهدف لاستخدامها في النزاع المسلح المتوقع. وأشار إلى أن هذه الجريمة لها تداعيات خطيرة تتجاوز الصراع العربي الإسرائيلي، حيث أنها تضع علامة استفهام كبيرة حول دور الشركات الغربية، خاصة شركات الاتصالات، في الصراعات العسكرية العالمية.
يوسف أشار إلى أن هذا الاختراق يشعل ضوءاً أحمر أمام المنظومة الأوراسية الصاعدة، بما في ذلك الصين وروسيا وإيران، خاصة أن الشركات الأمريكية لا تزال تتحكم بمعظم وسائط الاتصال. وأضاف أن هذا سيزيد من تعقيد الصراع الصيني الأمريكي، خصوصاً فيما يتعلق بتايوان، التي تعد مركز إنتاج الشرائح الإلكترونية التي تدخل في جميع الصناعات الحديثة، بما في ذلك الأسلحة النووية والأقمار الصناعية.
كما أكد أحمد يوسف أن هذا الاختراق سيشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين، وسيكون له تداعيات خطيرة على الصعيد العالمي، خاصة في ظل السيطرة الأمريكية على تقنيات الاتصال والتواصل.