
يشهد الشارع السوري بين فترة وأخرى نقاشات ترتبط بواقع البلاد السياسي والاجتماعي، الأمر الذي يدفع العديد من المناطق إلى تنظيم لقاءات أهلية لبحث المستجدات وتأكيد ثوابتها الوطنية.
وفي هذا السياق، عقدت إدارة المنطقة في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية اجتماعاً ضم فعاليات اجتماعية وشخصيات محلية، بحضور مدير المنطقة الشمالية السيد مصطفى جولحة، لمتابعة ما يثار مؤخراً من دعوات أثارت جدلاً واسعاً في الساحل السوري.
الثوابت الوطنية
استهل مدير المنطقة الاجتماع بالتشديد على أن حقوق المواطن السوري محفوظة، وأن التعبير السلمي عن الرأي جزء من الحقوق الأساسية التي لا يمكن المساس بها، لكنه أوضح في الوقت ذاته أن هذه الحقوق لا يمكن أن تكون مدخلاً لأي طروحات تتجاوز وحدة البلاد أو تمس سيادتها. واعتبر أن أي دعوات ذات طابع فدرالي أو انفصالي لا تمثل الإرادة الوطنية، مؤكداً أن وحدة سوريا تُعد ركناً ثابتاً لا يخضع للمساومة.
شارك الحضور بآرائهم حول ما طرح مؤخراً من مواقف وبيانات فردية وُصفت بأنها غير مسؤولة. وأجمع المشاركون على أن هذه الطروحات لا تعكس توجهات أبناء الريف الشمالي، ولا تعبّر عن قناعات المجتمع المحلي الذي كان على الدوام جزءاً أساسياً من النسيج الوطني السوري. وأكدوا أن القرار الوطني يجب أن ينبع من مؤسسات الدولة ومن إرادة السوريين جميعاً.

أهمية الحوار
أبرز الاجتماع ضرورة إبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين مختلف الشرائح الاجتماعية، انطلاقاً من قناعة بأن التماسك الداخلي يشكّل الحصن الأول في مواجهة أي محاولات تستهدف استقرار البلاد. ورأى المشاركون أن التوعية المجتمعية واللقاءات المباشرة تسهم في الحد من انتشار المفاهيم المغلوطة، وتساعد في توضيح المواقف الرسمية والشعبية على حدّ سواء.
جسر وطني
انتهى الاجتماع بتجديد الالتزام المطلق بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، وبالتأكيد على أن الريف الشمالي في اللاذقية سيظل جزءاً فاعلاً في دعم الاستقرار الوطني. ومع تزايد الحاجة إلى الحوار البنّاء، بدا واضحاً أن اللقاءات المجتمعية ما زالت تمثل جسراً أساسياً لتعزيز الوعي المشترك وترسيخ الانتماء الوطني في وجه أي دعوات تسعى إلى التشويه أو التشتيت.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info

