يصنف مهنة الدلالة السياحية كمهنة فكرية.. وزارة السياحة أعدت صكاً تشريعياً لإعادة مهنة الدليل السياحي إلى المكانة التي تستحقها!
أكدت مديرة المهن السياحية في وزارة السياحة سمر العيسى أنه يتم العمل على إعادة تعريف مهنة الدلالة السياحية باعتبارها مهنة فكرية تساهم في إبراز الصورة الحضارية لسورية وإلغاء درجات التصنيف للدليل.
وأوضحت العيسى أنه تم إعداد صك تشريعي الناظم لعمل الأدلاء السياحيين ليحل مكان المرسوم التشريعي رقم 54 لعام 2002، والذي يهدف إلى إعادة تعريف مهنة الدلالة السياحية باعتبارها مهنة فكرية تساهم في إبراز الصورة الحضارية لسورية وإلغاء درجات التصنيف للدليل.
ولدى الاستفسار منها عن أهمية مشروع الصك التشريعي الناظم لعمل الأدلاء السياحيين الذي سيحل مكان المرسوم التشريعي رقم 54 لعام 2002، أضافت أنه مضى على صدور المرسوم التشريعي /54/ لعام 2002 الناظم لعمل الأدلاء السياحيين أكثر من واحد وعشرين عاماً، وقد أصبح من الضروري تعديله ليصبح أكثر قدرة على تلبية متطلبات العمل السياحي، وأشارت إلى أهمية المشروع الصك التشريعي المقترح في كونه يصنف مهنة الدلالة السياحية بوصفها مهنة فكرية، وإلغاء درجات التصنيف للدليل (درجة ممتازة – درجة أولى – درجة ثانية)، ويحد من السلطة التقديرية في هذا المجال، بحيث يمكّن حاملي بطاقة /جريح الوطن/ من مزاولة المهنة بصفة دليل موقع، انطلاقاً من مسؤولية الجميع في بذل الجهود لضمان حياة كريمة ولائقة للجرحى ودمجهم في مجتمعاتهم ليكونوا قادرين على المساهمة في بناء الوطن، وكذلك السماح لشرائح أخرى وهم الأشخاص ذوو الإعاقة من ممارسة مهنة الدلالة السياحية كدليل موقع، ما يمكنهم من الحصول على فرصة عمل لائقة، وتأتي إضافة لغة الإشارة إلى اللغات المرخص بها للأدلاء للتأكيد على أهمية هذه اللغة كوسيلة للتواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، الذين يملكون الحق بالتعرف على الكنوز الأثرية والطبيعية التي تزخر بها سورية.
العيسى: يزيد نسب القدوم السياحي.. ويدعم الاقتصاد الوطني
وبخصوص الأسس التي سيتم على أساسها إعادة تعريف مهنة الدلالة السياحية، أكدت مديرة المهن أنه لم يكن المقصود إعادة تعريف مهنة الدلالة السياحية، إنما إعادة هذه المهنة إلى المكانة التي تستحقها، فهي مهنة فكرية تعتمد على المخزون الثقافي والعلمي واللغوي للدليل السياحي، الذي يشكل صلة الوصل بين السائح وأبناء البلد، وتقع على عاتقه مسؤولية إبراز الصورة الحضارية لسورية، ونقلها بشكل إيجابي بما يترك انطباعاً حسناً لدى السائح، ويساهم في زيادة نسب القدوم السياحي ويدعم الاقتصاد الوطني، وازدادت أهمية الدور المنوط بالدليل بشكل كبير بعد الحرب الكونية التي شنت على سورية، والتي كان الجزء الأهم منها هي حرب إعلامية الغاية منها تشويه تاريخ سورية وحضارتها والتقليل من دورها البناء على مستوى الحضارة الإنسانية، وهنا تبرز أهمية هذه المهنة في المساهمة بكسر الصورة السلبية عن سورية، والتي دأبت وسائل الإعلام المعادية على ترسيخها في ذهن المتلقي على امتداد دول العالم.
وعن إمكانية تطوير هذه المهنة باعتبارها مهنة فكرية وحضارية ذكرت العيسى أن مشروع الصك التشريعي عرّف الدليل بأنه: الشخص المرخص له بمرافقة السائح أو مجموعة سياحية وإرشادهم إلى الأماكن السياحية والأثرية والطبيعية والتعريف بها. وبالتالي فإن الدليل السياحي هو شخص يملك مؤهلات علمية ومخزوناً ثقافياً وأدوات لغوية للتعبير والتواصل، وهو بحاجة إلى تطوير كفاءته بشكل شخصي، وهذا الأمر يعتبر هو معيار نجاحه في أداء عمله واستمراره في ظل المنافسة القوية في سوق العمل، وظهور وسائل وتقنيات حديثة من الضروري أن يتقنها الدليل السياحي ويوظفها في عمله، وهذه الأمر يتطلب جهداَ شخصياً من الدليل السياحي.
أما عن الدوافع لإلغاء درجات التصنيف للدليل وما فائدة هذه الخطوة، أوضحت أن الدليل السياحي هو دليل شامل، وطبيعة عمله تستلزم منه إحاطة معمقة بجميع المعلومات التاريخية والثقافية عن المواقع الأثرية في سورية، وانسجاماً مع توجهات السيد الرئيس بشار الأسد بخصوص الحد من السلطات التقديرية ومنع الاستثناءات، وتبسيط الإجراءات، فقد تم إلغاء درجات التصنيف، وتالياً فإن المؤهلات الفكرية والشخصية التي يتمتع بها الدليل هو المعيار الذي يحدد موقع الدليل في سوق العمل وليس درجة تصنيفه.