في المنظور الجيوسياسي الحالي، تبرز معركة إستراتيجية على مستويات عديدة بين التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل من جهة، وروسيا الاتحادية من جهة أخرى. هذه المعركة ذات بعد استراتيجي عميق، فهي لا تقتصر فقط على النزاعات الميدانية بل تمتد إلى دائرة أوسع من القوى الدولية والإقليمية. اللواء سليم حربا يشير في حديثه لـ”شام نيوز إنفو” إلى أن السيطرة الروسية المتزايدة على الأرض تجعل من المبادرة الاستراتيجية قريبة من كسر عظم الناتو والولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى.
ومع ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة تتموضع استراتيجياً بطريقة تؤكد تركيزها على مناطق حيوية أخرى، خاصة في بحر الصين الجنوبي، ما يعكس توجهاً نحو مواجهة تحديات أخرى بعيداً عن الشرق الأوسط. ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحاً: كيف يمكن للولايات المتحدة التأثير على نتنياهو والسياسة الإسرائيلية في هذا الوقت الحساس؟
تبقى إسرائيل في وضع صعب بعد ستة أشهر من النزاع، حيث لم تتمكن من تحقيق أهدافها العسكرية أو السياسية. النتائج الميدانية تظهر هزيمة إسرائيل التي لم تفلح في تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية، مما يعكس فشلاً بنيوياً سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً.
من جانبها، الولايات المتحدة تواجه تحدياً كبيراً مع التوازن الدقيق بين دعم حليفتها إسرائيل وتجنب تصاعد الصراع إلى حرب عالمية ثالثة قد تكون عواقبها وخيمة. يؤكد اللواء حربا أن الولايات المتحدة تحاول التعامل مع الملف الإسرائيلي بحذر شديد، ربما بمحاولة إزاحة نتنياهو عن السلطة كحل محتمل لتخفيف التوتر في المنطقة.
في هذا السياق المعقد، يبرز دور محور المقاومة والدعم الذي يتلقاه من حلفاء مثل روسيا والصين، ما يجعل من الصراع في الشرق الأوسط ليس فقط نزاعاً إقليمياً بل جزءاً من صراع عالمي أوسع لرسم معالم نظام عالمي جديد. ومع استمرار إسرائيل في تحدياتها العسكرية والسياسية، تظل المنطقة على صفيح ساخن، مع قلق دولي متزايد من تداعيات التطورات الراهنة.