في حزيران موعدنا معها.. انخفاض أسعار الخضار رهن بدء طرح الإنتاج الصيفي.. و البطاطا و البندورة أكثر ما يهمّنا
لا تزال أسعار الخضار، وخاصة البطاطا والبندورة مرتفعة في الأسواق، وعلى ما يبدو لن يلحظ المستهلك أي انخفاض على صعيدها إلا بطرح إنتاج البطاطا للعروة الربيعية المستخدم فيها البذار المستورد لإنتاجيتها العالية، كما لن ينخفض سعر البندورة إلا بطرح الإنتاج الصيفي المكشوف منها، وهو أيضاً بإنتاجية عالية ومواصفات متميزة، والحال يقاس على باقي الخضار، حيث إن معظم المطروح في السوق حالياً من إنتاج الخضار الباكورية أو البيوت البلاستيكية، وهو مرتفع الثمن لارتفاع تكاليفه وقلة كمياته، والموعد المنتظر هو شهر حزيران، حيث سيشعر المستهلك خلاله بانخفاض معقول بأسعار الخضار، وعلى رأسها البطاطا والبندورة كمادتين غذائيتين رئيستين على لوائح موائد الأسر.
عدد من المتابعين للشأن الزراعي بيّنوا أن بعض الفلاحين باعوا المحصول (بذار محلي) في أرض الحقول بقيمة تزيد على ٢٥ مليون ليرة للدونم الواحد، أي بقيمة ٥٥٠٠ ليرة للكيلو الواحد تقريباً، وبإضافة نفقات الجني من أجور فلاحة وعمال، وكذلك أجور نقل يصبح الكيلو بنحو ٦٥٠٠ ليرة على التاجر الذي سيسوقه بإضافة ألف ليرة كمربح، ليصبح الكيلو في أسواق الهال بقيمة ٧٥٠٠ ليرة، لتأتي بعدها عمولة حلقات الوساطة حتى باعة المفرق، ولهذا نجد أن الكيلو يباع حالياً للمستهلك ما بين ٩ و ١٠ آلاف ليرة، كذلك فإن أسعار البندورة لا تزال مرتفعة لكونها من البيوت البلاستيكية ذات التكاليف العالية والإنتاجية المحدودة.
مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش، أوضح على هذا الصعيد، أن أسواق الخضار بدأت تشهد طرح البطاطا للعروة الربيعية، لكنها من البذار المحلي المزروع في وقت مبكر وبكميات محدودة، حيث إن إنتاج الدونم الواحد ما بين ٤ و ٤.٥ أطنان، لافتاً إلى أن قلة الكميات المطروحة هو السبب في بقاء سعر المادة مرتفعاً حتى تاريخه في الأسواق، مع العلم أن تكلفة الدونم الواحد من البطاطا باستخدام البذار المحلي تصل إلى ١٥ مليون ليرة.
وكشف مدير الزراعة أن الأسعار لاشك ستنخفض مع طرح البطاطا للعروة الربيعية المستخدم فيها البذار المستورد، لكون إنتاجيتها عالية تصل ما بين ٥ و ٦ أطنان في الدونم الواحد، مع الإشارة إلى أن تكلفة الدونم الواحد باستخدام البذار المستورد تتراوح بين ١٨ و ٢٠ مليون ليرة، وطرح الإنتاج سيكون اعتباراً من الأسبوع الأول من شهر حزيران القادم أو بعده بقليل، لكون زراعته تأخرت بسبب تلاحق وتواصل هطل الأمطار وبرودة الطقس حين موعد الزراعة، أما الإنتاج المقدر من البطاطا للعروة الربيعية فيبلغ نحو ٥٢ ألف طن للموسم الجاري.
من جهته، رئيس دائرة الإنتاج النباتي المهندس وائل الأحمد، ذكر أنه بالنسبة لمحصول البندورة، فإن المخطط زراعته ٢٠٠٠ هكتار بالعروة الباكورية (المغطاة) والصيفية، وقد تمت زراعتها جميعها في الأرض، لكنها لم تبدأ بالإنتاج بعد، حيث يبدأ إنتاجها من بداية الشهر السادس وتستمر بالإنتاج تباعاً حسب تاريخ الزراعة بشكل يغطي كامل فترة الصيف، علماً أن الإنتاج وسطياً يصل إلى حوالي ١٢ طناً للدونم الواحد، وهذا ما سينعكس على انخفاض سعرها بشكل مباشر في هذه الفترة من السنة، علماً أن البندورة من المحاصيل ذات التكاليف العالية لما تحتاجه من أسمدة ومواد مكافحة على طول مرحلة النمو والإنتاج والتي تعتبر طويلة نسبياً مقارنة بخضار أخرى.
أما البندورة الخريفية، وفق الأحمد فالمخطط زراعته منها يبلغ ألف هكتار، وهي تزرع متأخرة، ما يسهم بتأمين حاجة السوق لفترات متأخرة من السنة تمتد حتى شهر ١٢ وقد تستمر للشهر الأول من العام القادم، وما يحدد ذلك -أي طول فترة طرح الإنتاج- هو موعد دخول الشتاء القارس الذي يقصر من عمرها الإنتاجي، علماً أن إنتاجيتها منخفضة مقارنة بالصيفية.
تجدر الإشارة إلى أن حال البطاطا والبندورة يقاس على باقي أنواع الخضار التي تطرح صيفاً، حيث ستنخفض لا شك أسعارها في ذروة موسمها، الأمر الذي تنتظره الأسر الفقيرة بفارغ الصبر لكونه يخفف عنها قليلاً.