تفادياً لكوارث الحرائق التي التهمت في سنوات سابقة آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية والحراجية في محافظة اللاذقية، تم إعداد خطة متكاملة لإدارة ومكافحة الحرائق على مستوى المحافظة بحضور كافة الجهات المعنية.
وخلال اجتماع موسع ترأسه محافظ اللاذقية عامر هلال بحضور ممثلي الجهات ذات الصلة، تم إقرار خطة مكافحة الحرائق، وأكد هلال أن الخطة المتكاملة تهدف إلى الجهوزية واتخاذ التدابير اللازمة للحد من حدوث الحرائق وضمان سرعة الاستجابة والتدخل عند اندلاع أي حريق، لافتاً إلى استنفار كافة المديريات خلال شهر حزيران الجاري وحتى انتهاء فصل الصيف.
وأشار المحافظ إلى أهمية استثمار جميع الجهود بالشكل الأمثل للتعامل مع أي طارئ والتنسيق بين الجهات ومنظومة الإطفاء للحد من مخاطر الحرائق قدر الإمكان، منوهاً بأهمية التشاركية والتنسيق بين جميع الجهات على مستوى المحافظة.
من جهته، أكد مدير الزراعة باسم دوبا خلال الاجتماع على أهمي خطة مكافحة الحرائق وبناء الشراكة مع الجهات كافة للقيام بأعمال الوقاية من الحرائق ومكافحتها، بما يساهم في تخفيض عدد الحرائق عبر التوعية والإرشاد وبالتالي تقليص المساحات المحروقة.
وفي تقرير عن أهم بنود الخطة اطلعت “شبكة اخبار الشام على نسخة منه – فقد تم العمل على وضع خطة لحماية الغابات تعتمد عدة أسس، منها أن دائرة الحراج في محافظة اللاذقية موزعة على ست شعب حراجية تغطي جميع المناطق في المحافظة وان آلية عمل تلك الشعب الحراجية يتم من خلال المخافر الحراجية وعدد تلك المخافر الحراجية العاملة حالياً هو/27/ مخفر حيث تم هذا العام احداث مخفر محمية الأرز والشوح. وكل مخفر حراجي يضم (3-6) من عناصر الضابطة الحراجية ومجموعة من الحراس الحراجيين مهمتهم الحفاظ على الغابات والثروة الحراجية من جميع أنواع التعدي.
ويشير التقرير إلى العمل على تعزيز النهج التشاركي من خلال السكان القاطنين في المواقع الحراجية فيسمح لهم بالاستفادة من المنتجات الثانوية للغابة من نباتات طبية وعطرية وريحان وغار وكذلك الرعي والاحتطاب للتدفئة ولكن تحت إشراف عناصر الضابطة الحراجية للاستخدام الشخصي.
مع التأكيد على أن الماء هو العنصر الأهم المستخدم في إخماد الحرائق حيث أن أكثر من 90 % من الحرائق يتم إخمادها والسيطرة عليها باستخدام الماء، حتى الحرائق التي يتم السيطرة عليها بواسطة العمال وبالمعدات اليدوية لابد من الماء لإطفاء الجمر المتبقي لكيلا يتطور مجددا ويتسبب في إعادة اندلاع الحريق.
والإشارة إلى أن تأمين الإمداد بالمياه أمر عالي الأهمية للجاهزية لإخماد الحرائق فمن المعروف أن الحراج تنتشر في مناطق بعيدة ومتباعدة الأمر الذي يحتم ضرورة وجود مجموعة من المناهل المائية تؤمن الإمداد والتزود لسيارات الإطفاء العاملة في إخماد الحرائق حيث أن الكثير من الحرائق امتدت واتسعت بعد أن وصلت إلى مرحلة متقدمة في الإخماد والسبب عائد إلى نفاذ الماء لدى سيارات الإطفاء وذهاب الإطفائيات إلى مسافات بعيدة للتزود، وهذا أمر من الجدير إعطاؤه أهمية كبيرة في الخطط المستقبلية وخصوصا إذا بينا أننا نفتقر بدرجة كبيرة لصهاريج التغذية التي تقوم بإمداد المياه للإطفائيات.
وفي تصريح لـ”شبكة أخبار الشام”، بيّن رئيس دائرة الحراج جابر صقور أنه وفق الخطة، تم تشكيل لجان المراقبة المحلية ولجان الاشراف المركزية، لجنة مركزية على مستوى المحافظة مهمتها الاشراف الكامل على اللجان المناطقية وعلى مستوى الوحدات الإدارية وإدارة الوقاية من الحرائق والتعامل معها.
كما أشار إلى تشكيل لجان على مستوى المناطق الأربعة: مهمتها القيام بجولات ميدانية لتفقد عمل اللجان المحلية المشكلة على مستوى النواحي، إضافة إلى تشكيل لجان في كل ناحية مهمتها مراقبة كافة الأراضي الزراعية ومنع أي كان من اشعال النيران ضمن أراضيهم الزراعية وإحالة المخالفين للقضاء وفق القوانين والأنظمة والتنسيق مع قيادة الشرطة ومديرية الزراعة والدفاع المدني وفوج الإطفاء وغيرها من الجهات المعنية لتامين وصول فرقها وتأدية مهامها وحمايتها أثناء تأدية واجبها.
يشار إلى أن محافظة اللاذقية وخلال السنوات السابقة، كانت قد عانت من كارثة الحرائق التي حولت الغطاء الأخضر في مناطق عدة إلى يباس تام أتى على محاصيل زراعية وأشجار حراجية فيها، ما استدعى كافة الجهات إلى التأهب هذا العام للحد قدر المستطاع من حدوث الحرائق ومكافحتها بالطرق المناسبة في حال حدوثها لمنع امتدادها بشكل عام.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info