في حديثه لشبكة “شام نيوز إنفو”، قدم مهند الحاج علي، العضو السابق بمجلس الشعب، رؤيته حول العلاقات السورية التركية، مسلطا الضوء على الموقف السوري الثابت بشأن المفاوضات مع تركيا. شدد الحاج علي على المبدأ الراسخ في السياسة السورية والذي ينص على عدم التفاوض مع أي محتل، مؤكدًا أن هذا المبدأ هو حجر الزاوية في تعاملات سوريا مع تركيا.
وفقًا للحاج علي، إذا كانت تركيا ترغب في تحسين علاقاتها مع سوريا، فإن الخطوة الأولى والأساسية هي الانسحاب الكامل من الأراضي السورية. هذا المطلب ليس مجرد شرط سياسي، بل هو تعبير عن سيادة سوريا وحقها المشروع في استعادة كامل أراضيها المحتلة. وأشار الحاج علي إلى أن هذا الموقف يتماشى مع ما أعلنه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، الذي أكد أن الأرض هي الأولوية الأولى، وأن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا باستعادة الأرض المحتلة.
تعكس هذه التصريحات التوترات العميقة بين سوريا وتركيا، حيث تعتبر سوريا الوجود التركي على أراضيها احتلالا غير مشروع. ومن هذا المنطلق، فإن أي محاولات لتحسين العلاقات الثنائية يجب أن تبدأ بإجراءات ملموسة من جانب تركيا، وعلى رأسها الانسحاب العسكري.
الحديث عن الأرض مقابل السلام ليس جديدا في السياق السوري، لكنه يعكس تمسك القيادة السورية بمبادئها الأساسية في مواجهة التحديات الإقليمية. هذا الموقف يضع تركيا أمام خيار صعب: إما الانسحاب والبحث عن حلول سياسية ودبلوماسية لتحسين العلاقات، أو مواجهة استمرار التوترات والتعقيدات الإقليمية.
من جهة أخرى، يبرز هذا الموقف الصارم من قبل سوريا كجزء من استراتيجية أوسع لتحقيق الاستقرار والسيادة في المنطقة. تؤكد سوريا على أهمية وحدة أراضيها وترفض أي محاولات للتدخل الأجنبي، وهو ما يتطلب دعمًا دوليا وجهودا دبلوماسية مكثفة لتحقيق هذا الهدف.