في حديث له مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي أف أم، أشار المحلل السياسي أحمد يوسف إلى أن التحليل السياسي يجب أن ينظر إلى عمق الصورة بدلاً من التركيز على السطح فقط. وأكد يوسف أن الأوضاع في المنطقة دخلت مرحلة خطيرة وجديدة، حيث جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضوء أخضر أمريكي للتصعيد.
وفقاً ليوسف، فإن هذا التصعيد يمثل تطوراً كبيراً في معادلة الصراع، حيث فتح نتنياهو أبواباً خطيرة وغير مضمونة، بسبب الأزمة الوجودية التي يواجهها الكيان الإسرائيلي، وعدم قدرته على كسب المعركة. ويرى يوسف أن قبول وقف إطلاق النار يعني الإقرار بالهزيمة، وهو ما سيؤدي إلى انفجار داخلي. الحل الوحيد لنتنياهو، حسب يوسف، هو جعل الولايات المتحدة تنخرط بشكل مباشر في هذا الصراع، حيث يتواجد ضباط أمريكيون في غزة والبحر الأحمر، وكانوا هم من تصدوا للضربات الإيرانية على إسرائيل.
وأشار يوسف إلى أن نتنياهو يجد في الداخل الأمريكي من يشاركه رؤيته بشأن التصعيد في منطقة غرب آسيا، كون هذه المنطقة تحدد صعود وهبوط الإمبراطوريات. وقد استفاد نتنياهو من الضوء الأخضر الأمريكي، مما انعكس في تجاوز الخطوط الحمر، مثل استهداف الضاحية في لبنان.
وحول زيارة المبعوث الأمريكي إلى لبنان، أكد يوسف أن الوضع تغير بعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن، حيث كانت هناك أصوات تعارض التصعيد قبل الزيارة، ولكن بعد الزيارة انتصرت الرؤوس الحامية، وتجلى ذلك في تسارع الأحداث واستهداف الضاحية رغم تحذيرات المقاومة اللبنانية بأن أي هجوم على بيروت سيقابل بهجوم على تل أبيب. وأشار يوسف إلى أن اغتيال إسماعيل هنية في طهران، رغم أنه كان في الدوحة، يهدف إلى جر الولايات المتحدة إلى الصراع، مما يعكس مدى الأزمة التي يعاني منها نتنياهو وحاجته للتصعيد.
وأكد يوسف أن تصريح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الذي قال فيه إن الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم من حزب الله، يعكس المرحلة الجديدة التي تسعى فيها إسرائيل لفرض معادلة “أمن العالم مقابل أمن إسرائيل”.
من جانبه، أشار المحلل السياسي تحسين الحلبي إلى أن الولايات المتحدة تجنبت الاشتباك المباشر مع إيران في الماضي، مستشهداً باغتيال قاسم سليماني عام 2020، حيث ردت إيران بضرب قاعدة عين الأسد الأمريكية في بغداد دون أن تقوم الولايات المتحدة بأي رد فعل. وأضاف الحلبي أن الولايات المتحدة لا ترغب في حسم المعركة وتفضل أن تتولى إسرائيل ذلك باستخدام الأسلحة والذخائر الأمريكية.
يرى الحلبي أن إسرائيل لن تشن حرباً شاملة بمفردها، بل تسعى لدفع الولايات المتحدة للمشاركة في الحرب دون الوصول إلى حرب إقليمية واسعة تشمل سوريا وإيران. هذا التحليل يعكس تعقيدات المشهد الحالي في منطقة غرب آسيا، حيث تتداخل الأزمات الداخلية والخارجية لتشكل تهديدات كبيرة لاستقرار المنطقة.