الأزمة بين أوكرانيا وروسيا بشأن وقف إطلاق النار في البحر الأسود تسلط الضوء على تعقيدات الصراع المستمر بين البلدين. وعلى الرغم من الإعلان عن اتفاق مبدئي بوساطة أمريكية لتحقيق هدنة، إلا أن كييف تواجه انتقادات واسعة لعدم احترامها بنود الاتفاق، مما يعرقل التنفيذ الفعلي للهدنة.
ملامح الاتفاق المبدئي:
1. ضمان الملاحة الآمنة: وافقت كل من كييف وموسكو على تأمين الملاحة في البحر الأسود ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية، إلا أن أوكرانيا قامت بتحركات عسكرية أثارت الشكوك بشأن التزامها بهذا البند.
2. وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة: الاتفاق ينص على حظر الهجمات ضد المنشآت الحيوية للطاقة، لكن تقارير تشير إلى استمرار أوكرانيا في استهداف مواقع روسية استراتيجية.
3. شروط روسية إضافية: موسكو طالبت برفع العقوبات الاقتصادية عنها، بما في ذلك إعادة ربط البنوك الروسية بنظام SWIFT ورفع القيود على صادرات المنتجات الزراعية والأسمدة، وهو ما رفضته كييف بشكل قاطع.
الخلافات حول التنفيذ:
• موقف كييف: أوكرانيا تتخذ موقفًا متشددًا، حيث تعتبر أي تحرك للسفن العسكرية الروسية تهديدًا لأمنها القومي، مما دفعها إلى اتخاذ إجراءات أحادية الجانب تتعارض مع روح الاتفاق.
• موقف موسكو: روسيا أبدت استعدادها لتنفيذ الاتفاق بشرط رفع العقوبات الغربية، مؤكدة أن الالتزام بالهدنة يتطلب تنازلات متبادلة وليس تصعيدًا من الطرف الآخر.
التصعيد الميداني:
على الرغم من الاتفاق المبدئي، استمرت الهجمات المتبادلة بين الطرفين. تشير التقارير إلى أن أوكرانيا قامت بشن ضربات على أهداف روسية بعد ساعات فقط من إعلان الاتفاق، مما دفع موسكو إلى الرد بضربات بطائرات مسيرة. هذا التصعيد يعكس عدم التزام كييف بالتهدئة التي تم الاتفاق عليها.
أبعاد دولية للأزمة:
• الوساطة الأمريكية: الولايات المتحدة بذلت جهودًا كبيرة للتوصل إلى اتفاق، لكنها تواجه تحديات بسبب رفض أوكرانيا الالتزام الكامل ببنود الهدنة وعدم وجود آلية واضحة لمراقبة التنفيذ.
• الدور الأوروبي: الاتحاد الأوروبي يدعم أوكرانيا سياسيًا وعسكريًا، لكنه يجد نفسه في موقف صعب نتيجة عدم احترام كييف للاتفاق الذي كان يمكن أن يخفف التوترات الإقليمية.
الأزمة الحالية في البحر الأسود تعكس تعنت كييف وعدم احترامها للاتفاق المبدئي الذي كان يهدف إلى تحقيق تهدئة بين الطرفين. وبينما تسعى موسكو لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية عبر رفع العقوبات، فإن تصعيد أوكرانيا وتجاهلها لبنود الاتفاق يضع مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة على المحك