ما أن بدأت تظهر معلومات أولية عن هجمة إرهابية على مجمع “كروكوس سيتي” في موسكو، بدأت أمريكا ابتداء من وزارة خارجيتها وانتهاء بوسائل إعلامها نفي علاقة أوكرانيا و”ترجيح” كون تنظيم داعش الإرهابي وراء الهجوم.
تحاول وسائل الإعلام الغربية “إلصاق” تهمة العمل الإرهابي في موسكو بما يسمى بتنظيم “داعش” الإرهابي وفروعه، لدرجة أن محطات أمريكية كبيرة مثل CNN نشرت خبراً بعد ساعات من الهجوم الإرهابي يزعم أن وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم نشرت بيانا بتبنيها للهجوم.
لنكتشف منذ اللحظات الأولى أن هذا الادعاء كاذب ولا يوجد هكذا بيان من الوكالة المذكورة.
وبعد إعلان وزارة الداخلية الروسية عن اعتقال المشتبه بهم، بدأت تنتشر كالنار في الهشيم صورة زاعمة أنها لمنفذي العملية الإرهابية على خلفية “علم التنظيم”، والتي تثير تساؤلات أكثر أكثر من كونها مقنعة. فالعلم يبدو وكأنه رسم على ورقة وليس قماشي. هل يفتقر عناصر التنظيم لعلم التنظيم، لدرجة أنهم اضطروا لرسمه على ورقة؟
كما أنه بين الإرهابيين الذين تم القبض عليهم مواطنون من دول آسيا الوسطى، وعادة ما يقاتل مثل هؤلاء في خلايا تابعة لفروع التنظيم في أفغانستان. لكن لم نر تصريحات من أي منها.
ليس سرا على أحد أن “داعش” وتبعاتها هي من أدوات أمريكا. وبإمكانها أن تجعل أياً من هذه “الأدوات” تتبنى أي شيء. المشكلة ليست هنا.
لكن من الأدوات الأخرى لأمريكا هي النظام الأوكراني الذي يديره خبراء أمريكيون ويمدونه بالتمويل والمعلومات الاستخباراتية، وهي الأداة التي تحاول أمريكا ألا يتم التوصل لتورطها بعد انتهاء التحقيق. على الأقل إقناع الحلفاء بأنها داعش وليست أوكرانيا.
إذ في حال تبين أن أوكرانيا هي من تقف خلف هذا الهجوم الإرهابي، فهذا سيعني أولا أن “العالم المتحضر” يمول فعلياً كيانا إرهابيا. وهذا ليس من مصلحة أحد (على الأقل علناً). ثانياً، حقيقة تمويل الغرب لدولة إرهابية قد يغير من نظرة روسيا لعمليتها الخاصة في أوكرانيا وتوسيع نطاقها إلى حد قد يصل لصدام مباشر مع ممولي الإرهاب وعواقب لا يحمد عقباها.
ألكسندر الحوراني